جولة في الصحف العربية الصادرة في صباح 11 أيار مايو مع محمد سيف الدين.
في افتتاحيتِها، تقولُ الصحيفة إنَ تحذيرَ الرئيسِ الأمريكي جو بايدن بوقفِ إرسالِ إمداداتِ الأسلحةِ والذخائرِ لإسرائيل، يُعبِّرُ عن توترٍ متزايدٍ في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، لكنهُ يحمِلُ في مضمونِهِ رسالةً مهمةً لإسرائيل، من دونِ أن يعنيَ بأيِ حال، تخلي واشنطن عن دعمِها الثابت لتل أبيب، والتزامِها المطلق بأمنِها وتوفيرِ الحمايةِ لها، وضمانِ مصالحِها في المِنطَقَة.
وتضيفُ أنَ تلويحَ بايدن بهذهِ الورقة، يأتي بعدَ شهورٍ من النصائح والمطالبات الأمريكية بتعديلِ السياساتِ الإسرائيلية في الحرب على غزة، والتي أفضت إلى قتلِ عشراتِ آلاف الفلسطينيين، وتسببت بقتلِ موظفي إغاثة في مجالِ المساعداتِ الإنسانية، دون جدوى.
وتتابعُ الصحيفة أن واشنطن، في كل المراحل، كانت تُغامِرُ بانعزالِها عن المجتمعِ الدولي، وكانت تغامِرُ بمواجهةِ انقساماتٍ داخلية أمريكية، وصلت إلى داخلِ الديمقراطيين أنفسِهِم، وإلى داخلِ الإدارةِ ذاتِها كما في وزارةِ الخارجية وغيرِها. كما كانت تغامِرُ بخسارةِ بايدن للانتخاباتِ المقبلة، جراءَ التحولاتِ لدى جزءٍ كبيرٍ من الرأيِ العام، ناهيكَ عن انتفاضةِ طلبةِ كبرى الجامعاتِ الأمريكيةِ المرموقة، على نحو لم تشهدهُ الولاياتُ المتحدة منذ ستينياتِ القرن الماضي.
يتحدثُ محمد الرميحي في هذا المقال عن سرورِ المتحدث باسمِ لجنةِ الأمن القومي الأميركية، حين وافقت حماس على المقترحِ المصري-القطري لوقف إطلاقِ النار في غزة.
ويضيفُ أن مشروعَ الاتفاق الذي ترددَ الطرفُ الإسرائيلي في قبولِهِ، هو وقتيٌ، ويهمِلُ الكثيرَ من الأسئلة، ويقدمُ إجاباتٍ محدودة فقط على مجملِ المشكلة.
ويتابعُ القولَ إن مسرحَ الاقتتال في غزة متحركٌ يومياً، بل ساعةً بساعة، إلا أن الأسئلةَ الصعبة لم يُجَب عنها حتى الآن، والأطرافُ يريدونَ أن يُخرجوها خارجَ السياقِ والنقاط المركزية، كلٌّ لأسبابِهِ الخاصة.
ويعتبرُ الكاتب أن السؤالَ الجوهري، هو من سيحكمُ غزة بعدَ الاتفاقِ النهائي. وأن الطرفَ الإسرائيلي يُصرُّ على أن خروجَ «حماس» من مشهدِ القيادة، الإدارية والسياسية، في غزة، هو شرطٌ مسبقُ لأي اتفاق، والطرفُ الذي يتوسَطُ، لا يقولُ شيئاً واضحاً في ذلك، ولا حتى الطرفُ الأميركي. كما أن السؤالَ الثاني: أينَ فكرة (حل الدولتين)؟ لقد أُزيحَت الفكرةُ أيضاً مما عُرِفَ من مُسودةِ الاتفاق، وتُرِكَ الحلُ للظروفِ، التي يُمكِنُ أن تحقِقَهُ في المستقبل، ويمكنُ أيضاً ألا تُحقِقَه.
ويختِمُ بالقول، إن إدارة بايدن هي المستعجلة للوصول إلى حل. هي تهدئةٌ أكثر منها حلاً دائماً، إذ تشغَلُها الانتخاباتُ، والوضعُ المعقَّد في أوكرانيا، وأخيراً تأثيرُ المظاهراتِ الطلابية الداخلية في شريحةٍ واسعة كانت مؤيدة للديمقراطيين.
كتبَ عادل الجبوري يقولُ إنه رغمَ مرورِ أكثرَ من عشرينَ عاماً، على العملِ وفقَ مبدأِ الشراكة، إلا أن الحوارَ بين بغداد وأربيل، لم يُفضِ إلى تفاهماتٍ يُعتَدُ بها، ولم تتمخَّض عنهُ حلولٌ جذرية، للمشكلاتِ والأزمات القائمة.
وانه على مدى عقودٍ عديدة، مرَّت العلاقاتُ بين السلطاتِ المركزية الحاكمة في بغداد من جهة، والقوى السياسية الكردية في شمالِ العراق من جهةٍ أخرى، بالكثيرِ من المحطاتِ والمنعطفات الحرجة والخطرة، التي طَغت وهيمَنَت عليها الصراعاتُ والمواجهاتُ العسكرية المسلحة أكثر من أيِ شيءٍ آخر.
ويتابعُ القولَ إن أزمةَ الثقة، كانَ العاملَ الأبرز في بقاءِ الكثيرِ من الملفات مفتوحة، والقضايا عالقة، والخطوط متشابكة، والعقد مستعصية بين المركزِ والإقليم.
ويُمكِنُ للحوار بين بغداد وأربيل، أن يَخرُجَ من حلقتِهِ المُفرَغة، ويتحرَّكَ في مساراتٍ واضحة ومُعبّدة، نحو آفاقٍ مفتوحة، فيما لو استندَ إلى معطياتٍ عملية وواقعية.