للمرة الاولى منذ بدء الحرب، ضغوط أميركية وأوروبية وعربية تتجمّع لحمل اسرائيل على قبول وقف لإطلاق النار في غزة وادخال مزيد من المساعدات الانسانية اليها.
بعدما أكد وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة مرتبط بتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، كان واضحا بالنسبة للمراقبين أن هذه الخطوة بمثابة ضغط على القادة الإسرائيليين.
فالولايات المتحدة التي استخدمت الفيتو لتعطيل ثلاثة قرارات سابقة، هي التي تطلب هذه المرة وقفا لإطلاق النار. ويتناغم ذلك مع موقف مماثل من الاتحاد الأوروبي. كما أن اجتماع الوزير أنتوني بلينكن مع ستة وزراء عرب أمس في القاهرة توصل إلى إجماع على الحاجة إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار وفتح كل المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما سينتقل بلينكن اليوم إلى إسرائيل لمناقشة مستجدات موقفها من مفاوضات الدوحة والاتفاق المقترح للهدنة. واستبقت إسرائيل وصوله بإعلان أن وفدها سيعود اليوم إلى الدوحة، ما يحيي أمالا حذرة بإمكان التوصل إلى اتفاق. لكن ذلك لا يعني أن العقبات الأساسية قد ذللت فعلا، أو أن إسرائيل باتت أقرب إلى إرجاء هجومها المزمع على رفح لبضعة شهور، كما تقترح خطة أميركية بديلة كشف عنها أمس.
وتطالب الخطة التي تم الكشف عنها، بالدفع نحو استقرار الوضع الإنساني في غزة وإعادة تأهيل شمال القطاع لإيواء النازحين، قبل أن يصار إلى إخلاء سكان رفح والقيام بعمليات عسكرية فيها بمخاطرة أقل، كما تركز على تأمين الحدود بين مصر وإسرائيل والبحث عن الأنفاق المفترضة وتدميرها.
وبدأ تسريب هذه الخطة ردا على رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضم ضباط من الجيش إلى الوفد الذي سوف يرسله الأسبوع المقبل إلى واشنطن لمناقشة هذه الخطة.
وفي خطوة تنم عن أن الصراع بين جو بايدن ونتنياهو أصبح مكشوفا، وجهت واشنطن دعوة إلى وزير الدفاع يواف غالنت للقاء نظيره لويد أوستن. وظهر الغضب الإسرائيلي إزاء الخطة الأميركية في تصريحات لروني برايمر، أقرب الوزراء إلى نتنياهو، إذ قال إن إسرائيل ستسيطر على رفح حتى لو انقلب العالم كله ضدها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
والواقع أن أسباب هذا الغضب عديدة، فإسرائيل أصبحت تدرك أن موجة الضغط عليها والتلويح بعقوبات ضدها، بما في ذلك حظر توريد أسلحة إليها، إنما تتم بطلب من واشنطن.