نحو قدره الذي يعلمه
بثبات
مشى على مهله..
يعرف أنه سينفذ أقوى احتجاج تشهده الولايات المتحدة ضد سياستها
ها هو يلبس بزة عسكرية تشبه تلك التي يلبسها جيش بلاده الذي قتل الملايين في العراق ويشارك الآن بالإبادة في غزة!
شاب في الخامسة والعشرين يخدم في سلاح الجو الأميركي...
تسجل الكاميرا
آرون بوشنل موجهاً كلماته للعالم:
" لن أكون متواطئاً في الإبادة الجماعية بعد الان "
يكمل وهو يمشي..
" انا على وشك القيام باحتجاج متطرف، لكن مقارنة بما تعرض له الشعب في فلسطين على يد الاحتلال، فهو ليس متطرفاً على الاطلاق. هذا ما قرره حكامنا أن يكون طبيعيا"
يقف
يشعل النار في جسده
يصيح آرون بوجه بلاده والعالم:
" الحرية لفلسطين "
اختصار الموقف يظهر عندما .....
تلتقط الكاميرا صورة حارس أمن السفارة الإسرائيلية وهو يوجه سلاحه نحو الجندي الأميركي أرون رغم اشتعال النيران في جسده!
بينما يقف الملايين من جنودنا العرب البواسل متأهبين
ينتظرون أمر المأمورين أن يتباهوا بعرض عسكري هزيل بمشهد حزين
يشعل الدنيا جندي من آخر الدنيا لا تربطه بالعروبة ملة ولا لغة ولا يربطه شيء بفلسطين!
بينما أخوة الدم والتاريخ يسدون المعبر والعالم في صمت مشين
يشعل أرون جسده ليضيء شعلة الحرية من أجل الآخرين
على المعبر
جنود منا يقفون بلا حول ولا قوة تذكر
وعبر المحيطات والبحر
هذا الرجل قدم التضحية الأكبر لوقف الجريمة الأكبر
كتب يوسف الدموكي في رثاء أرون
"أخي أرون بوشنل، أخي في الفطرة التي لم يلوثها برود الدنيا وأخي في الدم الذي مازال يغلي في العروق وأخي في الضمير الذي ما زال يسري في الانسان وأخي في الحرقة والاحتراق بسبل النضال..
نم في سلام نومة الأبطال."