سبعة عشر عاماً من الحصار
اقتصاد مكبل، حدود مغلقة، بحر مسور، وحرب انتقامية كل عام أو عامين
الآلاف من الشباب حرموا من حقهم في التنقل (العمل والسفر والعلاج) الى خارج غزة
قبل السابع من أكتوبر كان في غزة 250 ألف خريج يحملون البكالوريوس وآلاف آخرين يحملون الماجستير، جُلّهم لا يجدون عملاً، قد يعمل بعضهم بأي عمل مؤقت من أجل مصروف يومي لا يسد أي حاجة أساسية!
نسبة البطالة كانت 74%
فقد المئات من شباب غزة حياتهم أثناء محاولتهم للجوء الى أوروبا عبر البحر.
قصة أنور..
كتب علي أبو رزق "يمكن تلخيص وضع غزة قبل الحرب في قصة أحد الشباب الذين أعرفهم عن قرب، وهو الشهيد أنور أبو رزق، ابن عمي الذي استشهد قبل أيام في خيمة النزوح في مدينة خانيونس..
هدم الاحتلال بيتنا وبيته عام 2004، وعشنا ظروفًا قاسية جدا، خصوصا أننا لم نتمكن من الخروج ولو بملعقة واحدة من بيوتنا، والأفظع، أن فرح أخته كان في اليوم التالي للهدم، ويشهد الله أن حنقنا على إفساد فرحة ابنة عمّنا كان كما حنقنا على هدم بيوتنا، أو أكثر قليلا.
أصيب أنور في عينه اليمنى عام 2008، وكان هناك أمل ضعيف للنجاة لو أنه ذهب لتلقي العلاج في الخارج، ولكنه كان العام الأسوأ في إغلاق معبر رفح، وفقد عينه بالكامل مع الأسف.
نجح أنور في الثانوية العامة، وبالكاد التحق بالجامعة وكان يؤجل فصلا ويدرس آخر، نظرًا لصعوبة الأوضاع المادية، فشاءت الظروف أن يدرس هو وتوأمه واثنين من أخوته في وقت واحد، وكان والده لا يعمل، ولا يتقاضى دولارا واحدا في الشهر.
تخرج أنور من الجامعة بشق الأنفس، وكغيره من عشرات آلاف الشباب، كان يجلس على الطرقات، بانتظار فرصة عمل مستحيلة، وكان لا يتوانى لحظة إن وجد فرصة عمل في الزراعة أو البناء ولو مرة واحدة في الأسبوع.
بلغ أنور الثلاثين من العمر وكان يحلم أن يبني بيتًا ويتزوج ويستقر، ولكن كل الظروف كانت مستحيلة.
ها هو الاحتلال يقتله بدم بارد قبل أن يحقق ولو فرحة واحدة في حياته، فعاش حزينا، ومات مظلوما...!
هكذا كان حال الفلسطسنيين قبل السابع من أكتوبر، ولكن، اعتاد الناس أن يرونهم يقتلون بصمت، أو أن يصهر الحديد الساخن أجسامهم دون دقّ جدار الخزان، خزان الظلم والقهر والفقر والتجويع والحصار...!" إنتهى الاقتباس.
الحقيقة
كل العالم يسمع غزة تدق جدار الخزان وهو يمارس الصمم.