رغم ارتفاع درجه التفاؤل بالتوصل الى اتفاق هدنة مؤقتة في غزه لتبادل الاسرى، وتوقع الرئيس الامريكي ان يبدا سريان ووقف إطلاق النار، يوم الاثنين في الرابع من اذار/ مارس المقبل، لا يزال الوسطاء يعملون على تفاصيل الاتفاق لا يشهرون التفاؤل نفسه.
وفيما تبدو اوساط القيادة الإسرائيلية راضيه عن مضمون مسودة 22 من شباط/ فبراير لاتفاق باريس، كونها اخذت بملاحظاتها ومطالبها، تجد حركه حماس أن الكثير مما وافقت عليه في النسخة الاولى للاتفاق، في 28 من كانون الثاني/ يناير الماضي، قد تغيرت جذريا، اذ لم يعد مطروحا ان تكون هناك هدنة مستدامة وفقا للتوصيف الأمريكي، ولا انسحاب إسرائيلي، بل اعادة تموضع داخل قطاع غزه وبين مناطقه، اما عوده النازحين الى شمال غزه، فأصبحت مشروطه بعدم عوده الاسر كامله بل باقتصارها على النساء والأطفال، إلى غير ذلك من مواصلة ربط تدفق المساعدات الإنسانية بإشراف إسرائيل وموافقتها.
يضاف الى ذلك ان فتره الاربعين يوما هدنة ستستغل خصوصا لإجلاء المدنيين من محافظه رفح، ليتمكن الجيش الاسرائيلي من شن حمله مكثفه لاجتياحها فور انتهاء الهدنة، كما يفهم من تصريحات اخيره للرئيس الأمريكي.
واذ تواصل حماس درس الاتفاق المقترح فأنها تجد صعوبة واضحة في الموافقة عليه، اذ لم يؤخذ بمطلبها الرئيسي وهو وقف نهائي لإطلاق النار، ولا بشروطها المتعلقة بعوده النازحين، فضلا عن تأكيد امريكي الاسرائيلي للهجوم على معقلها الاخير في رفح، لذلك ابلغ الجانب القطري الوسطاء الاخرين الامريكي والمصري والاسرائيلي ان قاده حماس يشعرون بخيبة امل.
وقد عكست ذلك تصريحات لإسماعيل هنيه رئيس المكتب السياسي للحركة، اذ قال أمس، "ان الحركة تبدي مرونة في التفاوض لكنها مستعدة لمواصلة القتال"، وقال أيضا "انما لم يؤخذ من حماس بالعدوان لن يؤخذ بمكائد السياسة".
قد تطلب الحركة تعديلات على الاتفاق، لكن يصعب عليها ان ترفض الهدنة، لأنها تشعر بضغط الوضع الانساني في القطاع، وقد بلغ اقصى درجات التدهور مع تناقص المساعدات بنسبه 50% عما كانت عليه الشهر الماضي، وفقا لوكالة الاونروا، كما ان حالات المجاعة وموت الاطفال بسبب الجفاف وسوء التغذية تفاقمت الى حد كبير.