أهلا بكم إلى النشرة العلمية ونوافيكم بعناوينها:
مؤتمر الأطراف COP14 في سمرقند سيبحث هذا الأسبوع بشأن الحفاظ على الأنواع الحيوانية المهاجرة والمهدّدة بالانقراض
اكتشاف نوعين جديدين من السحالي في البيرو
ذئاب تشرنوبيل قد تضع العلماء على السكّة الصحيحة في مسعاهم لإيجاد علاجات أكثر فعاليّة ضدّ السرطان
الأنواع الحيوانية المهاجرة التي تُعدّ ضرورية لتوازن الطبيعة، ذاهبة نحو التدهور المخيف فيما يشهد 44% منها انخفاضاً في أعدادها. هذا ما نبّه إليه تقرير جديد صدر مطلع هذا الأسبوع عن هيئة البيئة التابعة للأمم المتحدة. أشار نفس التقرير إلى أن تهديد الانقراض يطال خُمس الأنواع المدرجة في اتفاقية بون لعام 1979 بشأن الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية.
فطيور القُطْرس Albatros والفراشات الملكية والسلاحف والغالبية العظمى من أصناف الأسماك من بينها أسماك القرش يتهدّدها الانقراض الفعلي. هذا الملف الحسّاس سيكون قضية محورية على طاولة البحث في أعمال الاجتماع الرابع عشر لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الحفاظ على الأنواع المهاجرة من الحيوانات البرية «COP14» الذي انطلق في مدينة سمرقند في أوزبكستان ويدوم لغاية السابع عشر من فبراير بحضور 130دولة ليست من بينها الصين والولايات المتحدة.
قد يأخذ مؤتمر سمرقند مسارات تعكس أيضا اتفاقية Kunming-Montréal بشأن التنوع البيولوجي، التي تخطط للحفاظ على 30٪ من أراضي وبحار الكوكب بحلول العام 2030. لذلك يطالب مؤلفو تقرير الأمم المتحدة بشأن الأنواع الحيوانية المهاجرة "بتحديد وبحماية وإدارة" المواقع المهمة للأنواع المهاجرة ومكافحة التلوّث والصيد غير القانوني وغير المستدام. ويقترح التقرير كذلك توسيع قائمة الأنواع المدرجة في اتفاقية Kunming-Montréal للفت الانتباه إلى الحيوانات الأخرى المهددة بالانقراض. علما بأنّ ما يقرب من 400 نوع مهدد أو شبه مهدد بالانقراض لم يظهروا بعد في قوائم الاتفاقية، مثل الجاموس الأمريكي والأوروبي ودلفين نهر السِّند.
نوعان جديدان من السحالي وثّقهما علم الزواحف
بالتزامن مع اكتشاف نوع جديد من السحالي في غابات الأمازون الرطبة في منطقة كورديليرا دي كولان Cordillère de Colan شمال شرق البيرو سمّي Enyalioides cyanocephalus، تعرّف أيضا علماء منتمون للمعهد البيروفي لعلم الزواحف ولمتحف علم الحيوان التابع لكلية العلوم البيولوجية في الجامعة الكاثوليكية في الإكوادور على نوع آخر من السحالي يعيش في إحدى غابات الأدغال ضمن أراضي البيرو. حمل النوع الثاني من السحالي غير المعروفة تسمية Enyalioides dickinsoni إكراما للمغنّي Paul Bruce Dickinson الذي ينتمي لأهمّ الفرق وأكثرها تمثيلاً لموسيقى الهيفي ميتال ألا وهي الفرقة البريطانية Iron Maiden التي تأسسّت في العام 1975 في لندن.
يتميّز نوع السحالي الجديد " Enyalioides dickinsoni" برأسه البرتقالي وجسمه الأخضر وأرجله القصيرة.
ذئاب تشرنوبيل تتحدّى الموت بسبب الإشعاع... ولكن كيف؟
على الرغم من تعرّضها لجسيمات مشعّة لأكثر من ثلاثين عاما في أوكرانيا، بقيت ذئاب تشرنوبيل على قيد الحياة ضمن المنطقة المحظورة منذ أن وقع انفجار المفاعل الرابع في محطّة تشرنوبيل للطاقة النووية بتاريخ 26 من أبريل من العام 1986.
لفهم كيفية تمكّن ذئاب تشرنوبيل من مقاومة الإشعاع النووي المسبب للسرطان مع أنها تتعرض يوميا لأكثر من ستة أضعاف الحد الآمن للإشعاع على البشر، قرّرت في العام 2014 عالمة الأحياء التطوّرية Cara Love من جامعة Pinceton الأميركية أن تسحب عيّنات دمّ من الذئاب القاطنة ضمن وخارج المنطقة المحظورة في تشرنوبيل. كما أنّ سفريات تلك الذئاب رصدت على مرّ الساعات بواسطة قلائد GPS وضعت حول أعناق الذئاب لمراقبة تحرّكاتها. بعد عشر سنوات من تحليل ودراسة عيّنات دمّ ذئاب تشرنوبيل، اتّضح أنّها تعلّمت كيفية مقاومة الإشعاع النووي المسبّب للسرطان من خلال تطويرها منظومة مناعية تشبه المنظومة التي تحدث لدى مرضى السرطان الذين يخضعون للعلاج الإشعاعي. حصلت المنظومة المناعية لدى ذئاب تشرنوبيل بفضل الطفرات الجينيّة التي حمتها من الإشعاع.
يأمل الباحثون في جامعة Pinceton الأميركية أن تحدّد الدراسات المستقبلية ماهيّة الطفرات الجينية النشطة التي من شأنها تزيد من فرص مكافحة السرطان لدى البشر. علما بأنّ المنطقة المغلقة أمام البشر في تشرنوبيل تطوّرت فيها الحياة البرّية خلال السنوات الأخيرة بشكل لا يدعو للدهشة فحسب، لا بل أصبحت منطقة تشرنوبيل المحظورة موطنا لحيوانات كثيرة من قبيل الوَشَق والجواميس والدببة والذئاب والأيل وكذلك لـ 60 نوعا من النباتات النادرة.