يشبه الوضع السياسي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وضع احد ابرز القياديين الميدانيين في حركة حماس يحي السنوار.
يخوض نتنياهو الحرب الأطول زمينا ذات الخسارة البشرية الأكثر عددا والكلفة المالية والاقتصادية الاغلى في تاريخ اسرائيل.
سجل بنيامين نتنياهو رقما قياسيا في ترأس حكومات إسرائيلية لمدة تقارب خمسة عشر عاما وخاض خمس حروب في قطاع غزة من اصل سبع حروب شهدها القطاع منذ اعلان إسرائيل انسحابها منه في العام 2005.
لم تسقط الانقسامات بين أعضاء الحكومة ولا الاحتجاجات الشعبية او التظاهرات المتكررة لأهالي الرهائن الذين تحتجزهم حماس حكومة نتنياهو.
يستطيع نتنياهو ان يبقى في منصبه وان يتابع حربه وان ينقل المعركة الى رفح معتمدا على دعم أعضاء الحكومة لخيار محاربة الفلسطينيين حتى القضاء على قضيتهم. يتحجج نتنياهو لمواصلة الحرب بان كل اهدافها لم تتحقق وفي طليعتها القضاء على حماس وتحرير الرهائن وربما هذا ما يدفع بالمجتمع المدني الإسرائيلي وبالطبقة السياسية وبالقيادة العسكرية الى القبول بتوسيع دائرة الهجومات الى مدينة رفح بغض النظر عن الخسائر البشرية لدى الطرفين.
خسر الجيش الإسرائيلي سمعته على انه جيش لا يقهر وخسرت إسرائيل من رصيدها الدولي على انها الديموقراطية الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط ومثلت امام القضاء الدولي بتهمة الإبادة وجرائم حرب ولكن نتنياهو يأمل بان يحقق من إطالة امد هذه الحرب مكاسب شخصية منها منع اسقاط ائتلافه والحؤول دون خروجه من الحكم وتأجيل مثوله امام القضاء بتهم فساد .يربح نتنياهو ولو على المدى القصير ولكن دولة إسرائيل خسرت الكثير .
اتخذ يحي السنوار مع عدد ضئيل ممن يعرفون بقياديي الميدان قرار شن هجوم السابع من أكتوبر. ولم تستطع القيادة السياسية تنحيته على الرغم من تفاجؤها بالحرب وانتقاد إسماعيل هنية العملية في ايامها الأولى. زادت هذه العملية الشرخ بين الفلسطينيين وغيبت دور السلطة الفلسطينية.
كلفت هذه الحرب الفلسطينيين اكثر من 28 الف قتيل حتى الان ولم تعد مدينة غزة صالحة للسكن وصنفت حماس دوليا حركة إرهابية ومع ذلك فان قيادييها في الداخل يصرون على الإمساك بالقرار الفلسطيني لان الاستمرار في الحرب قد يمنحهم شرعية ويجعلهم شريكا في اقتسام المكاسب.
يقول الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بعد لقائه بوزير الخارجية الي حسن امير عبد اللهيان ما فحواه ان محور المقاومة ربح في غزة، ربما، ولكن، هل يشارك المحور الفلسطينيين هذا الربح؟