على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ان يقول ماذا يريد من الحرب في غزة. عليه ان يقول لشعبه وللأسرة الدولية ما هي المكاسب التي يريد ان يحققها من هذه الحرب وكيف يريد ان يستثمر هذه المكاسب وأين.
الأهم من كل ذلك ان على بنيامين نتنياهو ان يقول اذا كان مستعدا لأنهاء هذه الحرب وعما اذا كان مستعدا لتحمل نتائجها امام شعبه وامام الاسرة الدولية.
تقديم ما يحصل الان في غزة من تدمير ممنهج لكل مظاهر الحياة ومقوماتها على انه انجاز او مكسب من مكاسب تلك الحرب امر غير منطقي. خصوصا ان عدد ضحايا هذه الحرب فاق خمسة وعشرين الفا من الفلسطينيين وحوالى الالفين من الإسرائيليين.
شردت هذه الحرب ما يقارب مليوني فلسطيني وحملت حوالي عشرين الف مستوطن على اخلاء مستوطناتهم على الحدود مع لبنان.
ما هي الغاية من كل هذه الاعمال؟ هل هو الرد على هجوم السابع من اوكتوبر ؟ ام انه يعني عمليا انهاء الازمة؟ انهاء الازمة يعني بحسب التعبير المشفر المستخدم في الدوائر المحيطة بنتنياهو انهاء القضية الفلسطينية.
اعادت الحرب الدائرة منذ مئة يوم الاهتمام العالمي بعملية السلام في الشرق الأوسط واخرجتها من عالم النسيان. اوصلت هذه الحرب إسرائيل الى المثول امام محكمة العدل الدولية من دون ان توصل نتنياهو الى قناعة بالتخلي عن الحرب .
ما ذا يعني عمليا تحقيق النصر في قطاع غزة؟ هل يعني تدميرها وانهاء كل مظاهر العيش فيها؟ هل يعني اخلاءها من السكان؟ هل يعني نقل هؤلاء الى حيث لم يوافق احد بعد على استقبالهم؟
حدد بنيامين نتنياهو ثلاثة اهداف لهذه الحرب. تحرير الرهائن الإسرائيليين لدى حماس ولدى مجموعات فلسطينية مسلحة أخرى والقضاء على حماس والتأكد من ان غزة لن تشكل تهديدا مستقبليا لإسرائيل.
حتى الان لم يتحقق أي من الأهداف المذكورة. فمتى يقرر نتنياهو وقف الحرب ؟