تضاعف القلق من حرب كبرى في المنطقة لكن واشنطن وطهران تستبعدان أي مواجهة بينهما
الضربات الأمريكية في العراق وسوريا والأمريكية البريطانية في اليمن شغلت عواصم الشرق الاوسط في اليومين الأخيرين، إذ تخوفت من تصعيد كبير يضاف الى الحرب على غزه، خصوصا ان الجماعات المسلحة التي استهدفت بتلك الضربات مدعومة من إيران وتشكل أذرعها الإقليمية.
لكن طهران اكتفت بالإدانة الشديدة لانتهاك السيادة في العراق وسوريا، وبالنسبة الى اليمن اعتبرت أن الولايات المتحدة وبريطانيا تعملان على تأجيج الفوضى وانعدام الامن في المنطقة، من دون ان تشير الى انها معنية بالتورط مباشره في السراع.
وكان العديد من المسؤولين الامريكيين كرروا خلال الاسبوع الماضي ان واشنطن تتهيأ للرد على مقتل واصابه جنود امريكيين في إحدى قواعدهم في الأردن، لكنها لا تسعى الى حرب مع إيران، ويبدو ان هذه القاعدة ستبقى سارية على الضربات الاخرى المرتقبة طالما ان مستشار الأمن القومي الأمريكي والناطق باسم البيت الأبيض أكدا أمس انا ضربات، الليل الجمعة السبت الماضي، ليست سوى وجولة الاولى من اجراءات ستتواصل في إطار الرد الأمريكي.
اما الهدف فهو تدمير بنى تحتيه للمليشيات التي شنت عشرات الهجمات على القواعد الأمريكية وبالتالي ردعها ومنعها من تكرار هجماتها، وفقا للتقارير والمعلومات المتوفرة حتى الان فإن المليشيات في منطقتي القائم وعكاشات غرب محافظه الانبار العراقية، وكذلك في مناطق الميادين والبوكمال شرق محافظه دير الزور السورية، تكبدت عشرات القتلى وفقدت مخزونات ضخمه من الأسلحة والذخائر، كما أن الضربات في اليمن بلغت معقل قيادة الحوثيين في صعضة الإضافة الى مواقع في محافظات الحديدة وصنعاء وتعز وحجه، من دون ان تتضح حصيلتها لكن السؤال ظل مطروحا هل تؤدي الضربات إلى ردع هذه ميليشيات؟
وكان الجواب انها على الارجح لن ترتدع، فالحشد الشعبي الذي يعتبر نفسه جزء من القوات المسلحة العراقية، جدد المطالبة بالانسحاب الأمريكي، ام الحوثيون فتوعدوا بالتصعيد مقابل التصعيد.
وفي كل الاحوال شددت هذه الميليشيات على ان هجماتها ستتوقف متى انتهت الحرب في غزه، لكن واشنطن رفضت اي أدعاء بأن الهجمات على جنودها او التعرض على السفن التجارية في البحر الاحمر مرتبطة بغزة، وهي تعني ان إيران هي التي تدير هذه الهجمات وعليها أن توقفها.