خبر وتحليل
مواقف إيران ورهاناتها إزاء حرب غزة
خطار ابودياب
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده تأمل أن تكون هذه الهدنة المؤقتة في حرب غزة الخامسة بداية وقف جرائم اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وجاءت تصريحات الوزير بعد جولة له شملت بيروت والدوحة في مواكبة لترتيبات الهدنة المؤقتة. وبالرغم من الكلام العالي اللهجة، يبدو ان طهران تناغمت مع واشنطن في سريان وقف أعمال القتال على جبهة جنوب لبنان، من دون العلم ما إذا كان سيشمل تحركات الحوثيين اليمنيين ضد إسرائيل، او استهدافات القواعد الاميركية من قبل الميليشيات العراقية الموالية لإيران .
منذ اهتزاز الشرق الأوسط مع حدث السابع من اكتوبر، اتضح الضوء الاخضر الذي منحته واشنطن لإسرائيل في الهجوم ضد حماس، لكنها في نفس الوقت اتخذت موقفاً ضد توسيع الحرب وتحولها لمواجهة اقليمية . وفي هذا الاطار ارسلت واشنطن حاملتي طائرات وقوات إضافية بهدف الردع وتوجيه رسالة قوية إلى طهران ، وفي نفس الوقت اعلن الجانب الاميركي عن عدم تحميل ايران مسؤولية هجوم حماس وعدم صلتها المباشرة به
والملاحظ في هذا الاتجاه ان ايران استوعبت رسائل واشنطن وتنصلت من علمها بهجوم ٧ اكتوبر ، لكنها في نفس الوقت استقبلت مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي وأشادت بمقاومتهم ، وفي نفس الوقت تحركت اذرعها في الاقليم وفق اسلوب الحرب بالوكالة مع فتح جبهة جنوب لبنان تحت سقف منع الانفجار الكبير، ومع تحريك لميليشيات الحشد الشعبي العراقي وصولا إلى قيام الحوثيين بالسيطرة على سفينة اسرائيلية في البحر الأحمر عبر استعراض لافت ، إلى جانب إطلاق الصواريخ والمسيرات ضد إسرائيل
إذا كان من الطبيعي ربط التطورات العسكرية بمحاولة لجم مسار التطبيع والاتفاق الاميركي - السعودي والممر الهندي - الشرق أوسطي وكل ذلك يبدو ان ايران هي المستفيدة الاولى من عرقلة رسم مشهد اقليمي جديد. لكن الارجح ان ايران راهنت على عدم التزام أميركي بهذا الحجم بسبب اولوية حرب أوكرانيا ولذلك ابتعدت عن خيار الحرب الاقليمية وقامت بضبط سقف التصعيد حتى الآن . وربما راهنت طهران ايضا على تحريك الشارع العربي وابراز دور ما تسميه محور المقاومة في الفضائين العربي والإسلامي . إلا أن هذا الرهان أيضاً لا يبدو في وارد التحقق
كل هذا لا يعني ان إيران قالت كلمتها الأخيرة وهي تنتظر قطف أثمان او المشاركة في تسويات .
يتبين من الخلاصات الأساسية للمقاربة الإيرانية أن الاولوية حماية النظام في طهران والركائز الأساسية مثل حزب الله ، وان الشعب الفلسطيني يمكن ان يقدم قربانا على مذبح لعبة الامم