سأتحدث اليوم عن المناخ وحرب اليمن، سيقول البعض: وما العلاقة بين هذا وذاك، وما أهمية الحديث عن هذا الموضوع، هذا ما سأوضحه في هذه المدونة. تمت دعوتي للتحدث في بودكاست اسمه Climate Policy Podcast بودكاست سياسة المناخ، هذا البودكاست يتبع مؤسسة مستقلة في أوروبا عملهم يتعلق بالمناخ اسمها Adelfi.
هذه المؤسسة تعمل لإيجاد حلول للتحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية الأكثر إلحاحا في عصرنا، وهي مؤسسة استشارية في مجال السياسات، ويرتكز عملها على الأبحاث، والاستشارات، والحوارات مع أصحاب المصلحة، وباستخدام هذه الأدوات، تقوم بصياغة أعمال السياسات، ودعم صناع القرار.
عندما نتحدث عن التغير المناخي في اليمن، فنحن نتحدث عن كارثة تتزايد بمرور السنوات، ومع عدم الاستقرار، وعدم وجود جهة حكومية يصبح الأمر أكثر سوءاً. عندما نشاهد صوراً قديمة لليمن نجد دائما صوراً لنساء فلاحات وهن يحملن على رؤوسهن جراراً للبحث عن الماء النظيف، وإلى اليوم لازالت المرأة هي المسؤولة عن البحث عن الماء، وتوفيره للأسرة.
بسبب التغيير المناخي تضطر هؤلاء النسوة للمشي مسافات أطول من السابق، وبسبب الحرب هناك خطورة على حياتهن خلال هذه الرحلة الطويلة للبحث عن المياه النظيفة، فهناك الغام مزروعة مثلا، هناك قناصين في مناطق أخرى، كل هذا قد يؤدي لأن تفقد المرأة حياتها وهي في طريقها لإحضار الماء. هذا قد يتسبب في أن تشرب هذه العائلة مياها غير نظيفة بدلا عن المخاطرة، إذن الاحتمالات هي المخاطرة ومواجهة الموت، أو المخاطرة بشرب مياه غير نظيفة وقد تؤدي إلى الموت أيضا، في الحالتين الموت متوقع.
هناك أيضا مشكلة النزاع بين الجماعات للحصول على المياه، وعندما لا تكون هناك جهة رادعة لهم في وضع غير مستقر مثل وضع اليمن يصبح الموضوع أكثر سوءاً، ولكن هناك مبادرات رائعة تقودها نساء لحل الخلافات بين هذه الجماعات.
هذه المآسي لا تجد اهتماما كافيا من الجهات الدولية، وهناك العديد من المشاكل الأخرى التي يواجهها اليمن بسبب التغير المناخي في بيئة غير مستقرة. ولذلك يكون من المهم تسليط الضوء على هذه المشاكل لعل وعسى أن تكون هناك حلول لمساعدة المتضررين من التغير المناخي.