العرب اللندنية
إسرائيلُ دولةُ حرب، العنفُ لغتُها
فاروق يوسف
يقولُ فاروق يوسف في مقالِهِ، منذُ أن حاصرَت القواتُ الإسرائيلية مقرَ الرئيسِ الراحل ياسر عرفات، بدا واضحاً أن إسرائيل تُصرُّ على الاستمرارِ في عدمِ احترامِ القوانينِ الدولية، ولم تكن على استعدادٍ لتقديمِ أيِ نوعٍ مما تُسمّيهِ تنازلاتٍ في مشروعِها التوسُّعيِ الاستيطانيِ للفلسطينيين، الذينَ كانَ عليهِم أن يدركوا منذُ تلكَ اللحظة، أن كلَّ ما وقّعوهُ مع إسرائيل، وبإشرافٍ دولي، لم يكن سوى خديعة، وأنهم لم يحصُدوا من التنازلات التي قدّموها، سوى الريح. بحسبِ الكاتب.
ويتابعُ القولَ، إنَ كلَّ ذلك أدى إلى انهيارِ ثقةِ الفلسطينيينَ بالسلطةِ التي أوكَلوا لها الدفاعَ عن قضيَّتِهِم، وصولاً إلى قيامِ دولتِهِم. لقد تبيَّنَ لهم أن السلطةَ التي أفقَدَتها إسرائيلُ القدرةَ على الحركةِ خارجَ الإشرافِ الإداري، هي مجردُ غطاءٍ لاحتلالٍ من نوعٍ جديد، قد يكونُ أشدَّ خطراً من الاحتلالِ المعلن، ذلكَ لأنهُ ينطوي على اعترافٍ مبطَّنٍ بحقِّ الإسرائيليينَ في التمدُّدِ وإنشاءِ مستوطناتٍ جديدة على الأراضي التي يُفترَضُ أنها ستكونُ جزءاً من دولةِ فلسطينَ المستقبلية.
ويختِمُ فاروق يوسف بالقول، إنَ الكارثة التي ضربت غزة، ولاتزالُ فصولُها مستمرةٌ، قتلاً وتشريداً وخراباً... لن تُشكِّلَ بدايةً لانفتاحِ العالمِ على البحثِ عن أسبابِ استمرارِ العنفِ، ومن ثمَّ معالجتُهُ، وصولاً إلى حلٍ للمسألةِ الفلسطينية، بل هي مجرّدُ حلقةٍ من حلقاتِ مسلسلٍ طويلٍ، تراهُ إسرائيلُ منسجماً مع وجودِها. دولةُ حربٍ لا تنفعُ معها محاولاتُ التطبيعِ العربي. يختِمُ الكاتب.
صحيفة الجمهورية اللبنانية
إسرائيل قد تبادرُ بالحرب لا حزبِ الله
طوني عيسى
يقولُ طوني عيسى في هذا المقال، إنهُ حتى الأيامِ الأخيرة، سادَ انطباعٌ بأن لبنان سيبقى في منأى عن الحرب، لأن حزبَ الله يتجنَّبُ هذه المغامرة.
لكنَ إصرارَ الإسرائيليينَ على تدميرِ غزة وتهجيرِها، بدأ يوحي باحتمالاتٍ أخرى. فهل بدأوا التعاطي مع الحربِ باعتبارِها فرصَتَهُم لتفجيرٍ شاملٍ، يتمدَّدُ إلى الضفةِ الغربيةِ ولبنان، ويُشعلُ حرباً تُغَيِّرُ الشرقَ الأوسط، وفقَ تهديد رئيسِ وزراءِ إسرائيل بنيامين نتنياهو؟
يتابعُ طوني عيسى، أن إسرائيل هي التي تظهِرُ اليومَ علاماتِ الرغبةِ في التصعيدِ على حدودِ لبنان، لا حزبِ الله. حيثُ كشفَ موقعُ "أكسيوس" الأميركي ذلكَ بالمعلومات، مشيراً إلى تحذيراتٍ وجَّهتها واشنطن إلى الإسرائيليينَ بعدمِ الإقدامِ على مغامرةٍ غيرَ محسوبةِ العواقبِ مع لبنان.
ويضيفُ الكاتب، إنَ اتجاهاً ينشَطُ في الداخلِ الإسرائيلي اليوم، وهو يدعو إلى الاستفادةِ من الحشدِ الغربي، والدعمِ السياسيِ والإعلاميِ غيرِ المسبوق، ومن الإرباكِ العربيِ والإسلامي، لتنفيذِ مخططاتِ إسرائيلَ التاريخية في غزة والضفةِ، وداخلَ حدود العام ثمانيةٍ وأربعين، وسائرِ الشرقِ الأوسط. ويختِمُ بالقول، إنهُ حتى الآن، لا يوجدُ إجماعٌ إسرائيليٌ على هذه المغامرة، وليسَ هناكَ ضوءٌ أخضر أميركي وأوروبي، لكن قد يقررُ اليمينُ المتطرفُ خوضَ هذه المغامرة.
الشرقُ الأوسط
بشرٌ وآخرون
سمير عطالله
كتبَ سمير عطالله في هذه الصحيفة، إنَ شوارعَ المدنِ الأوروبيةِ غصّت بمئاتِ الآلافِ من المتظاهرين ضدَ إسرائيل. تُرى ما المنظمةُ التي تُحرِّكُ هؤلاءِ الملايين من البشر؟ ويضيف: لا يوجدُ شكٌّ للحظةٍ واحدة، أنها إسرائيلُ وحكومتُها وجيشُها. ويتابع، كثيرونَ جداً من المتظاهرين لا يعرفونَ كثيراً عن الصراعِ الفلسطينيِ الإسرائيلي. وما لم يكونوا يعرِفونَهُ، عرضَتهُ إسرائيلُ عليهِم بالبثِّ المباشِر، مع مقدِّمةٍ يوميةٍ من نتنياهو ووزيرِ دفاعِه.
ويشيرُ الكاتبُ إلى قولِ وزيرِ الدفاعِ الإسرائيلي، إن أهلَ غزة "حيواناتٌ بشرية"، واتهاِمِهِ الضحايا بالقتلِ، والمرضى بالإبادة. ويضيفُ أن الإنسانَ حولَ العالم، وقفَ يستنكِرُ توحُّشَ الخطابِ، إلى جانبِ وحشيةِ الجريمة.
يضيفُ سمير عطالله قائلاً: إنَ شعوبَ العالم وقفَت مع الإنسانِ ضدَ حكوماتِها، وأرغَمَت دولاَ مثلَ بريطانيا وفرنسا، على التراجُعِ عن تأييدِها لحكومةِ نتنياهو-غالانت. ويختِمُ بالقول: المقياسُ الأولُ في غزة، والآن في الضفةِ الغربية، هو الفارقُ بين السلوكِ الإنساني، وسلوكِ غالانت وشركائِه.