الجبهة اللبنانية ورد الفعل الأمريكي بالإضافة إلى احتمالات ما بعد الحرب بين حماس وإسرائيل من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية الصادرة اليوم
كتبت رندة حيدر في صحيفة العربي الجديد أن الأيام المقبلة ستكون مصيرية بالنسبة إلى الجمهور الإسرائيلي الذي وضع مصيره في يد قيادة سياسية وعسكرية لم يعد يثق بها، مضيفة أن أكبر تغيير أحدثته حرب غزّة في المشهد الإسرائيلي هو تداعياتها على وضع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بعد أن وضعته عملية "طوفان الأقصى" في دائرة المسؤول الأول عن الفشل والتقصير.
وأشارت حيدر إلى أن حرب غزة لم تقوّض فقط النظريات الاستراتيجية التي قامت عليها سياسة نتنياهو، والتي ترتكز إلى مبدأ إدامة الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس وإضعاف السلطة واحتواء حماس، بل أدت أيضاَ إلى زعزعة زعامة نتنياهو وتقويضها في أنظار الجمهور الإسرائيلي الذي تكشف استطلاعات الرأي أن الأكثرية لم تعد تراه مناسباً لرئاسة الحكومة
اعتبر أسعد أبو خليل في مقاله أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل ما بوسعها كي تحمي إسرائيل من حزب الله ليس بالمشاركة في الحرب بالنيابة عنها ضده بالضرورة، بل بلجم إسرائيل من محاولة فتح جبهة في الشمال، مضيفا أن واشنطن تدرك أكثر من تل أبيب قدرة الحزب على إلحاق الأذى المدمّر بدولة إسرائيل.
ويرى الكاتب أن جو بايدن وقع في ورطة الخلاص منها صعب بعد أن وعد إسرائيل بسماح مطلق للحرب، وجرَّ معه كل دول الغرب، مشددا على أن الحرب لم تتوقّف، ولن تدعها أميركا تتوقّف لأن إسرائيل ستخرج منهزمة مرّة أخرى أمام عدوّ عربي. تستطيع الحكومة الأميركيّة أن تستخدم قواتها في الدول العربية للدفاع عنها، حسب قول الكاتب
كتب عبد الباسط سيدا في صحيفة القدس العربي أنه من الصعب التكهن حاليا، بناء على المعطيات المتوفرة، بمسار الأحداث في المستقبل القريب، ولكن الأمر المؤكد هو أن ما حدث قد وضع العالم مجددا أمام ضرورة الاعتراف بوجود قضية تستوجب حلاً، الحكومة الإسرائيلية الحالية ليست مستعدة اليوم للاعتراف بالحق الفلسطيني، وقد تجسد هذا الأمر بآخر صوره في رد فعلها السلبي القوي على ما دعا إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش حول ضرورة الاعتراف بالظلم الذي يعيشه الفلسطينيون وتأثير ذلك في تنامي نزعة التطرف لديهم
وفي ظروف كهذه، يقول الكاتب، وفي غياب العقلانية الحكيمة الباحثة عن الحلول الواقعية العادلة، من الطبيعي أن تكون المنطقة مهددة بكل الخيارات السيئة ما لم تحدث معجزة
كتب نبيل عمرو في صحيفة الشرق الأوسط أن الحديث عما بعد الحرب، لا يتجاوز الاحتمالات، الاحتمال الأول، الذي يرقى إلى مستوى البديهيات التلقائية، هو قيام الإدارة الأميركية الحالية، بجهد جدي لإطفاء الحرائق المشتعلة والكامنة في الشرق الأوسط، بمبادرة سياسية يفترض أن تكون أعدل وأفعل من كل المبادرات السابقة من كامب ديفيد الأولى، إلى أوسلو الأخيرة
أما الاحتمال الثاني حسب الكاتب فهو إدارة الأزمات، الذي ذهبت إليه الإدارات وعملت عليه، بعد أن أغلق نهائياً باب المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، لينفتح باب القتال متفاوت الحدة على جبهتي الضفة وغزة، ما أنتج ضعفاً شديداً للسلطة الفلسطينية حتى تحولت إلى عبء على أهلها والمراهنين عليها