نكرّس هذا العدد الخاصّ من النشرة العلمية لفعاليات Gitex Global أضخم معرض لابتكارات التكنولوجيا في العالم الذي خطف الأضواء في إمارة دبي من 16 إلى 20 أكتوبر 2023.
النسخة الثالثة والأربعون من معرض Gitex Global التي احتضنها مركز دبي التجاري العالمي بحثت مستقبل التحول التكنولوجي، وقدّمت العرض الأكبر لإمكانات الذكاء الاصطناعي الذي سيرتقي بالمنظومة التكنولوجيّة العالمية لإعادة رسم ملامح قطاعات بأكملها، سيما وأن التقديرات تشير إلى أنّ قيمة قطاع الذكاء الاصطناعي يُتوقّع أن تصل إلى 118.6 مليار دولار بحلول العام 2025. تحت شعار AI Everything أي "عام 2023 هو عام تصوّر الذكاء الاصطناعي في كل شيء"، كشفت 3500 جهة عارضة يمثّل الذكاء الاصطناعي جزءا من أعمالها عن الآليّة التي تقوم عبرها هذه التكنولوجيا الكبيرة بإثراء وتغيير حياة الأفراد والحكومات وريادة الأعمال في الاقتصاد الرقمي.
وكالة الفضاء الأميركية الناسا تمثّلت في معرض Global Gitex، بموفد واحد كان من بين المتحدّثين الدوليين الذين ألقوا محاضرة دارت حول ضرورة الخروج بتشريعات متعلّقة بالضوابط الأخلاقية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإشكاليات حفظ الخصوصية. عن كيفيّة استفادة وكالة الناسا من خدمات الذكاء الاصطناعي الذي سرّع الأبحاث وقلّص مضيعة الوقت، يخبرنا بصوته عمر حتملي، رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والابتكار في الناسا.
رئيس قسم الذكاء الاصطناعي والابتكار في وكالة الناسا، عمر حتملي، الذي استمعنا إليه أشار إلى أنّنا ماضون للتكيّف والعيش بالتوازي مع توأمنا الرقمي Digital twin، وذلك لصنع قرار أكثر دقّة وأكثر كفاءة بهامش خطأ ضئيل للغاية.
مع أنّ مجال الذكاء الاصطناعي يخيف كثيرين لاعتقادهم أنّه سيطيح بوظائفهم، إلّا أنّ الثورة التكنولوجية التي ستحدثها طفرة ابتكارات الذكاء الاصطناعي يرى فيها قادة التأثير في معرض Gitex قوّة للخير وزيادة الإنتاجية والابداع شرط أن يحاط قطاع الذكاء الاصطناعي بقواعد تنظيمية أخلاقية تهذّب هذا الطفل الآخذ بالنموّ على عجلة، حسبما وصفه، عمر حتملي في التسجيل الصوتي.
عدا عن أن الجلسات العلمية في معرض جيتكس جلوبال 2023 طرحت الاتجاهات الكثيرة في مجالات الذكاء الاصطناعي، فهي بحثت أيضا في سبل تطوير تكنولوجيا السحابة الإلكترونية، والويب 3.0، والأمن السيبراني، وتكنولوجيا المناخ، والتنمية الحضرية. فخلال فعاليات Gitex Impact وقمّة التمدّن المستقبلي ناقش قادة التأثير والمستثمرون الاستراتيجيات الكفيلة بتسريع عجلة التكنولوجيا المناخية والتنظيم المدني المستدام، إسهاما في رسم مستقبل خالي من انبعاثات الدفيئة، وذلك قبيل تنظيم الإمارات لمؤتمر قمّة المناخ COP28 في نهاية شهر نوفمبر القادم.