تداعيات هجوم حركة حماس على إسرائيل، والمخاوف من الحرب التي قد تدمر قطاع غزة وتتسبب في نزوح سكانها من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم
كتب بشير البكر في صحيفة العربي الجديد أن أبرز مسألة في الحرب التي شنّتها حركة هي المفاجأة، وهذه المفاجأة كشفت الوجه الآخر للفشل الاستخباراتي الإسرائيلي على عدّة مستويات، ولا يقتصر الفشل على سوء التقديرات أو القراءات الإسرائيلية المستخفّة بالحالة العسكرية التي وصلت إليها قوة "حماس"، بل يتجاوزها إلى النظام الأمني الذي بنته إسرائيل على حدود قطاع غزّة، وصرفت عليه مبالغ كبيرة
واعتبر الكاتب أن هناك صدمة كبيرة لن تشفى منها إسرائيل، على الأقل، في وقت قريب، وخصوصا أن كلفتها كبيرة على مستوى الأرواح، والحالة النفسية للمجتمع الإسرائيلي الذي وصل إلى حالة من الانفصام عن الواقع
أشار فاضل المناصفة في مقال نشرته العرب اللندنية إلى أنه من المرجح أن تكتفي إسرائيل باحتياج جزئي الغرض منه تأمين منطقة عازلة أوسع تنهي أي محاولة لتسلل جديد في المستقبل وتعيد الثقة لسكان مستوطنات غلاف غزة ،ولا يبدو أن صانعي القرار في إسرائيل متحمسين لفكرة إنهاء حكم حماس عسكريا ليس من منظور تكلفتها المادية واللوجستية وإنما لما لها من تبعات ستزيد الضغط على المنظومة الأمنية الإسرائيلية، حسب الكاتب، خاصة وأن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي وستعمل على توسيع ساحة المعركة في الشمال مع جنوب لبنان وجنوب سوريا، فضلا عن أن العودة إلى القطاع ستؤكد وجود نوايا إجهاض حل الدولتين
في افتتاحية القدس العربي أشار الكاتب إلى أن الموقف الغربي، الذي عبّر عنه بوضوح، المسؤولون الكبار في واشنطن وبريطانيا وعواصم أخرى، كان إعلانا صريحا عن الموافقة على ما تقرره الحكومة الإسرائيلية من انتقام مفتوح، وإبادة جماعية، وحصار مطبق على أهالي القطاع، حسب تعبير الكاتب
والموقف الإسرائيلي، باختصار، هو محصّلة هذا التواطؤ الغربي المذهل في تنكّره للقوانين والشرع الدولية، وذلك التخاذل العربي المفضوح تحت غطاء التوسط بين الطرفين، وفي مقال لبلال التليدي نقرأ أنه في التجارب السابقة، كان وقف التصعيد ينتهي دون أن تلتزم إسرائيل بأي تعهد قطعته على نفسها أمام الوسطاء، وتحديدا مصر، لكن، هذه المرة، وبسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر للقدس، وبسبب الموقف الأمريكي من كل من مصر والأردن، ستكون أمام حماس ورقتان هامتان لفرض شروطها، ورقة الأسرى، وورقة الدعم العربي والإسلامي
كتب مصطفى فحص في صحيفة الشرق الأوسط أن «طوفان الأقصى» فرض مواجهة مختلفة عن سابقاتها، فمن المستحيل أن تنتهي على غرار المواجهات السابقة باتفاق لوقف إطلاق النار ورعاية إقليمية لهدنة مؤقتة، بعدما كسرت قواعد الاشتباك السابقة كافة، وحطّمت معادلة الردع الإسرائيلي الذي تحتاج تل أبيب إلى معركة مفتوحة من دون قيود أو سقف زمني، ودعم دولي غير محدود من أجل استعادته
اعتبر مصطفى فحص أنه من المستحيل أن تقبل الأطراف الأساسية المعنية بالقضية الفلسطينية بمخططات تل أبيب، وفي مقدمتهم الرياض التي قدمت رؤيتها للسلام العادل والشامل المبني على مبدأ حل الدولتين وعدّ منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية شريكاً أساسياً في الحل، وهذا ما كان يحرج «حماس» ويقلّص من نفوذ داعميها الإقليميين من جهة، ومن جهة ثانية فإن التمسك بحل الدولتين يُشكل كابوساً حقيقياً لليمين الإسرائيلي الحاكم الذي كان قبل الأزمة يواجه أزمة بنيوية، ورفضاً من قِبل المجتمع الإسرائيلي.