الرئاسة اللبنانية تخرج من البازار الداخلي, الصين بين الانكفاء او الانفجار, وفرنسا ومرارة الرحيل من النيجر. هذه العناوين وغيرها عرضته الصحف العربية هذا الصباح.
عكاظ السعودية: فرنسا والرحيل المر
يستنتج رامي الخليفة العلي من خلال مقاله أنه بعد مرور أسابيع قليلة اكتشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن رهاناته في النيجر لم تكن في محلها. فقد راهنت فرنسا على أن أنصار الرئيس محمد بازوم وكذا أنصار الديمقراطية سوف يتحركون ويضغطون على المجلس العسكري الحاكم. ولكن ما حدث هو العكس، حيث استخدم المجلس العسكري الخطاب الشعبوي المعادي لفرنسا الذي اجتذب شرائح واسعة من المجتمع النيجري.
ويلفت العلي أيضا في عكاظ السعودية الى رهان فرنسا على الانشقاق في النخبة العسكرية خصوصاً أن البعض منها لديه تكوين فرنسي من حيث التدريب العسكري والثقافة السياسية , الا ان ذلك لم يحدث. لكن الطعنة القوية كانت من واشنطن التي عارضت أي تدخل فرنسي عسكري ولم تنسق مع باريس في تحركاتها المتعلقة بالنيجر.
أمام هذا الواقع المحبط بالنسبة للقيادة الفرنسية وفق وصف الكاتب, لم يجد الرئيس الفرنسي بديلا عن سحب سفيره من العاصمة النيجرية، وكذلك سحب القوات الفرنسية ولتلملم فرنسا ما تبقى لها في النيجر وترحل رحيلاً مراً، وكل أملها أن لا تستمر أحجار الدومينو بالتساقط في بلدان أخرى.
الأخبار اللبنانية: القوات وحزب الله: التعاطي استراتيجيا مع الرئاسة
كتبت هيام القصيفي أنه بعد ما أفرزته الانتخابات النيابية في لبنان والحراك العربي وتداخلات المنطقة بكل تفاصيلها، من سوريا إلى العراق، وعلى أبواب التطبيع السعودي مع إسرائيل. ولم يعد الطابع المحلي والنقاشات بين الكتل النيابية وتبادل أسماء المرشحين لموقع الرئاسة أموراً مهمة في الانتقال إلى المرحلة الجديدة. كلا الحزبين صارا أكثر تمسكاً بمفاعيل ما تمثّله انتخابات الرئاسة ومصير موقع الرئيس في تقاطعات المنطقة، بعدما أصبح ملف الرئاسة بكامله في أيدي عواصم الخماسية وطهران. وعلى عكس هذين الطرفين، لا يزال التيار الوطني الحر يتعاطى مع ملف الرئاسة على أنه بازار داخلي. وتتابع القصيفي في صحيفة الاخبار اللبنانية بالإشارة الى انه من خلال أدائه الأخير، فهو يبحث عن دور مضمون في مرحلة الخيارات الرئاسية، بحيث ينقذ تياره وموقعه، لتصبح حماية التيار أقوى من هاجس الرئاسة في ذاتها.
لذا كان من الطبيعي أن يصبح حزب الله والقوات أكثر حزماً في عكس موقفيهما ونقل النقاش الرئاسي إلى مكان آخر. وما يزيد من قناعة الطرفين بضرورة التعامل إستراتيجياً مع رئاسة الجمهورية أن أصحاب القرار الفعليين لم يحسموا خيارهم في ما يريدونه للبنان، وليس لرئاسته فحسب, ودائما بحسب صحيفة الاخبار.
العربي الجديد: الرهان على الصين
هناك محدودية لما يمكن أن يأتي به هذا الرهان من مكاسب، على الأقل في المرحلة الراهنة. فالصين تبدو أكثر حذراً وأقلّ استعداداً من الاتحاد السوفييتي السابق في تحدّي الهيمنة الأميركية في العالم, هذا برأي مروان قبلان في العربي الجديد. كذلك فإن الفجوة التكنولوجية والعسكرية بينها وبين الولايات المتحدة أكبر من التي كانت قائمة بين واشنطن وموسكو في بداية الحرب الباردة. وتبدو الصين، فوق ذلك، أكثر عرضةً، بسبب اقتصادها المنفتح وتبادلاتها التجارية الكبيرة مع الغرب، للتأثر بالعقوبات الأميركية. لذلك، تجدها أكثر حذراً في خرق العقوبات على إيران مثلاً، وأكثر تردّدًا في أداء أدوار أمنية وعسكرية في منطقة الخليج.
ويضيف مروان قبلان كاتب المقال ان ملامح التعب بدأت تظهر على الصين ، وهي لم تبدأ بعد جولات المنافسة الفعلية مع الولايات المتحدة، اذ بات مستوى الديون المرتفع يهدّد اقتصادها، فيما تصل نسبة البطالة بين الشباب إلى 25%. وتضاف إلى ذلك كله شيخوخة المجتمع الصيني. ولكل هذه الأسباب، يجب عدم المبالغة في محاولة استغلال التنافس الصيني - الأميركي، أو الإشادة بالنموذج الصيني، الذي بلغ على ما يبدو حدوده القصوى، وفي طريقه إلى الانكفاء، أو ربما الانفجار.