عناوين النشرة العلمية :
-قلوب الخنازير المعدّلة وراثيا يستفاد منها في جراحات زراعة الأعضاء للمرة الثانية في أقل من عامين
- عقار Molnupiravir المضادّ للكوفيد-19 يساهم في ظهور طفرات فيروسية
-التعرّف على نوع تاسع وجديد من حيوان آكل النمل الحرشفي
كليّة الطب بجامعة ميريلاند في الولايات المتحدة تنشط في مجال الأبحاث حول زراعات الأعضاء الحيوانية في جسم البشر. زراعات توفّر حلاً للنقص المزمن في المتبرعين بالأعضاء إذا ما علمنا أنّه يوجد على قائمة الانتظار أكثر من مئة ألف أميركي حاليا يحتاجون لإجراء عملية زرع الأعضاء.
للمرّة الثانية في أقلّ من عامين وبعد أن توفّي ديفيد بينيت في العام 2022 بعد شهرين على تلقّيه زراعة قلب خنزير معدّل وراثيا، نفّذت جامعة ميريلاند ثاني عملية زراعة قلب خنزير في العشرين من أيلول/سبتمبر الجاري. تلقّى هذا القلب الجندي المتقاعد Lawrence Faucette الذي يبلغ 58 عاما ويعاني من مرض خطير في القلب من شأنه التسبب بموت حتمي له. وقد اعتبر الأطباء أنّ الجندي المتقاعد غير مؤهل للخضوع لعملية زرع قلب بشري. تجدر الإشارة إلى أنّ الجندي لورانس فوسيت يتنفّس حاليا بمفرده، كما أنّ قلبه الجديد يعمل بشكل جيّد من دون مساعدة خارجية. ويتناول المريض علاجات مثبطة للمناعة، بالإضافة إلى "علاج جديد بالأجسام المضادة"، لتجنب رفض العضو المزروع.
تشكل عمليات زرع أعضاء الحيوانات في أجسام البشر تحدياً طبّيا لأن الجهاز المناعي للمتلقي يميل إلى التصدي للعضو الغريب. ولهذا السبب يتم تعديل قلوب الخنازير وراثياً لتقليل هذا الخطر أيضاً. في الآونة الأخيرة، أجريت عمليات زرع كلى من خنازير معدلة وراثيا على مرضى متوفين دماغياً.
وكان أعلن هذا الشهر معهد زرع الأعضاء في مستشفى جامعة NYU Langone في نيويورك أنه نجح في تشغيل كلية خنزير لدى شخص متوفّى لفترة شهرين، وهي مدة قياسية.
دواء ضالع في ظهور طفرات من فيروس مرض الكوفيد-19
مع أنّ فعاليته محدودة ومنخفضة، إنّ العقار Molnupiravir الذي طوّرته شركة Merk الأميركية كمضاد للكوفيد-19 لا يزال يُوصف على نطاق واسع في بعض البلدان، لا سيما النامية منها.
في فرضية لا تزال نظرية، خلصت دراسة بريطانية منشورة في مجلة «Nature »إلى أنّ علاج Molnupiravir الذي طرح في السوق في العام 2021 تحت اسم Lagevrio، وكان أول قرص فموي مضاد للكوفيد-19، يساهم في ظهور طفرات من فيروس Sars-CoV-2 مع احتمال ظهور متحوّرات خطرة . فعلى عكس الأدوية الأخرى المضادة لفيروس الكورونا، مثل Paxlovid، يعمل الدواء "Lagevrio" من خلال الاندماج مباشرة في مجين الفيروس وهو يثير بشكل غير منظّم سلسلة طفرات تؤدي في النهاية إلى استئصال الفيروس من الجسم. لكنّ باحثين كثرا كانوا قد حذّروا منذ اعتماد آلية المعالجة بدواء Lagevrio من أنها قد تعزز ظهور فيروسات متحورة يمكن أن تنتقل من فرد إلى آخر.
في المقابل، رفضت شركة "ميرك" الأميركية نتائج الدراسة البريطانية التي أشرف على إعدادها المؤلّف الرئيسي Theo Sanderson. اتّهمت شركة Merck الدراسة البريطانية بأنّها تسلط الضوء فقط على وجود ارتباط بين علاجها والطفرات المذكورة، من دون التمكن من تأكيد علاقة سببية بين الأمرين.
غير أن النتائج البريطانية أقنعت باحثين كثيرين لم يشاركوا فيها، مثل عالم الفيروسات ستيفن غريفين الذي حذر من أن "الدراسة البريطانية حول الطفرات التي يتسبّب بها عقار Lagevrio لها آثار مهمة على مسار الجائحة المستقبلي".
السؤال الذي استوقفنا يدور حول الآتي هل يجب التوقف عن وصف عقار Lagevrio / Molnupiravir ؟ الإجابة أتت على لسان القائمين على الدراسة البريطانية الذين حرصوا على عدم الحسم في هذه المسألة، داعين السلطات الصحية في كلّ بلد إلى تحمل مسؤولياتها في هذا المجال.
النوع التاسع من حيوان آكل النمل الحرشفي سمّي "Manis mysteria"
يوجد نوع تاسع من حيوانات آكل النمل الحرشفي التي كان يعتقد العلماء حتى تاريخ اليوم أنّ ثمة أربعة أنواع آسيوية وأربعة أخرى إفريقية من هذه الثدييات التي تُصطاد لعمليات الاتجار العالمية الكبيرة لأنّها تذهب ضحية الرغبات المتزايدة في استخدامها في الطب التقليدي أو تحضير الطعام من لحومها.
بالاستناد إلى دراسة كشفت عن خصائص النوع التاسع من آكل النمل الحرشفي في مجلة " Proceedings of the National Academy of Sciences "، أظهر النوع الجديد من آكل النمل الحرشفي Pangolin تشابهاً مع الأنواع الآسيوية المسماة " Manis"، ولذلك أطلق الباحثون على آكل النمل الحرشفي المُكتشف حديثا تسمية "Manis mysteria" في إشارة إلى طبيعته الغامضة بعد تحليل جيني جرى على حراشف عائدة لهذا الحيوان كانت قد صودرت في مقاطعة يونان (غرب الصين) في عامي 2015 و2019.
نشير إلى أنّ آكل النمل الحرشفي الموصوم بأنّه كان لربّما الحيوان الذي نقل إلى الإنسان فيروس الكورونا Sars-CoV-2، تأتي أنواعه الآسيوية الواصلة إلى هونغ كونغ ومقاطعة يونان، تأتي أساساً من جنوب شرق آسيا. علما بأنّ أكثر من مليون آكل نمل حرشفي اصطيد بين الأعوام 2004 و2014، فيما حُظر الاتجار بهذه الحيوانات في العام 2016.