أخذوا اسمهم من السفسطة وهو مذهب فكري فلسفي نشأ في اليونان، بدأوا كمجموعة من المعلّمين المفوهين واسعي العلم ونشطوا في اليونان القديمة في القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد. كانوا يعلمون مختلف المواضيع، مثل البلاغة والأخلاق والسياسة والفنون، وكانوا يدعون إلى تحقيق الحكمة والفضيلة.
من المفارقات العجيبة أن السفسطائيين كمعلمين بدأوا كممثلين للشعب ومعبّرين عن فكره ومنطقه وتطلعاته، لكنهم كانوا يقدمون علومهم لمن يستطيع أن يدفع أجورهم الباهظة من نبلاء أو رجال الدولة.
كان لهم تأثير كبير على تطور الفكر الإغريقي، لكنهم تعرضوا أيضا لانتقادات شديدة من قبل سقراط وأفلاطون وأرسطو، الذين اتهموهم بالتلاعب بالحقائق والاستخدام الخاطئ للمنطق للتكسب.
السفسطائيون كانوا يتبعون مبدأ أن “الإنسان هو مقياس كل شيء”، وأن (الحقيقة نسبية) وتعتمد على الملاحظة والتجربة والرأي الشخصي. كانوا يرون أن القوانين والعادات والآلهة هي ابتكارات بشرية، وأنه يمكن تغييرها أو تحديها بحسب المصلحة أو المنطق. كانوا يستخدمون فن الخطابة لإقناع جمهورهم بآرائهم، ولإثبات أنه يمكن جعل أي شيء يبدو صحيحا أو خاطئا بحسب طريقة طرح الحجج!
أشهر السفسطائيين كان يدعى بروتاغوراس وكان يعتبر نفسه معلماً للفضيلة وكان يتقاضى أجوراً عالية على تعليمه بينما اعتبره أرسطو رائد التشكيك في الفلسفة!
عُرف بروتاغوراس بتشكيكه بالوثنية وبقوله: "الإنسان مقياس كل شيء ما يوجد وما يوجد"
كان رأيه أنه لا يوجد معيار للحقيقة أو الصواب والخطأ وأن ما تراه حق قد يكون باطلاً عندي والعكس صحيح.
غورجياس هو آخر السفسطائيين المشهورين، كان خطيبًا بارعًا ومؤثرًا. كتب مقالًا عن عدم وجود شيء، وأنه لو كان هناك شيء فلا يمكن معرفته، ولو كان يمكن معرفته فلا يمكن إبلاغه.
ادعى أنه يستطيع إثبات أية رأي بالحجج، حتى لو كان خلاف الحقيقة!
يعتبر البعض أن السفسطائيين هم رواد التفكير الإنساني والحر في التاريخ. كانوا يتحدون السلطة والتقاليد والدين، وكانوا يدافعون عن حرية الفكر والتعبير. كانوا يمثلون تيارًا فكريًا مهمًا في تاريخ الفلسفة والبلاغة. لكنهم أثاروا أيضًا جدلاً حول مفهوم الحقيقة والقيم والمعنى.
بينما كان يعتمد السفسطائيون القدماء على الكثير من المعرفة والحقائق في تحديهم لها نرى ونتابع، السفسطائيون الجدد يعتمدون على مهاراتهم اللغوية وقدرتهم على التلون وقلب الحقائق.
هل تعرفون أشخاصاً منهم؟