كلمة صغيرة
أداة فرضية أو تمني مرهقة..
كلمة من حرفين مفتوحة على كل الاحتمالات..
وهنا يبدأ المأزق، هل من المقبول استعمالها أخلاقياً، دينياً، اجتماعياً أو حتى علمياً؟
هل هناك معايير أو مقاييس أو محددات لاستعمالها؟ وهل هي باب يفتح باب الحتمية الموصد في وجه أي تغيير حتى وان كان من قبيل الفرضية أو التمني؟
هل فرضية الحتمية متغيرة
هذه التساؤلات وتشعباتها راودتني بعد تحرش فكري جاءني عبر رسالة للتعليق على سؤال:
أيهما يسبق الآخر المعرفة أم الإيمان؟
لا أعلم لماذا؟ لكن عندما تطرح أمامي مثل هذه الأسئلة لا تغريني بالبحث عن جواب نهائي أو قطعي لكنها تأخذني نحو بوابات مشرعة لأسئلة متفرعة؟
ما علاقة المعرفة بالإيمان؟
هل المعرفة شيء ثابت أم متغير؟ وهل يتأثر بتغيرها الايمان؟
ماذا عن اللغة ومعانيها، ولهجاتها، وتعابيرها، ودلاتها؟ كيف تؤثر على المعرفة؟
من يحدد حدود المعرفة؟ هل الإيمان أمر شخصي يختاره البشر فرادى أم هو فعل جمعي و
قسري، أم سياسي مفروض بحكم القوة؟
كيف استغل البشر المعرفة والأيمان في صراعاتهم؟
(لو) سألنا هذا السؤال لأحد الفلاسفة إبان محاكم التفتيش ماذا سيكون رأيه؟
يقال إن ديكارت خاف مما حصل مع غاليليو وغيره من المفكرين فصاغ مذهبه الثنائي بشكل لا يغضب الكنيسة في ظل ما كان معترف به كمعرفة مقبولة للسلطة الدينية.
لكن وبعد قرن تقريباً أتى اسبينوزا بمذهبه الحتمي، والذي طرح فيه تصوراً جديداً عن فكرة عدم خضوع البحث في الانسان لما يمليه اللاهوت مما أدى الى طرده من ديانته اليهودية.
في عالمنا العربي... مؤسسات علمية وسياسية راكدة.. تقتصر على أعضاء متناحرين، مجتمعين على الولاء للسلطة (ولية نعمتهم) حتى ولو على قطع رقبة أحدهم!
ومجتمعات محكومة بالعرف والتقاليد المتواطئة مع السلطة وبالنص والتأويل المتفق عليه والموجه من الشقيقة الكبرى.
مات الحلاج بعد أن عذب وصلب حياً ثم قطع رأسه وحرق جثمانه
نفي ابن رشد وحرقت كتبه..
اختلفت المذاهب الأربعة في تأويل النصوص الا أنه محكمة مصرية في منتصف التسعينات قررت الحكم بتكفير أستاذ الجامعة الدكتور نصر حامد أبو زيد وتفريقه عن زوجته لأنه طرح تساؤلات حول فهم تأويل النصوص الدينية.
ماذا عنكم؟
ماذا (لو) طرح عليكم نفس السؤال؟
عروب صبح