قرأت خبرين من (الكويت)، برلماني يريد أن يفرض لباسا معينا على السيدات، وشيخ يطالب بمنع (الشورتات) للرجال لأنها ليست من الدين، والعادات، والتقاليد إلى آخره. طبعا الخبر الثاني أسعدني؛ فلربما هؤلاء الرجال عندما يضطرون لتحمل الحر الشديد بملابس ثقيلة سيشعرون بمعاناة النساء اللواتي -في عز الحر- يغطين أجسادهن، ورؤوسهن، وحتى وجوههن على أمل أن العوض سيكون في الحياة الأخرى التي لم يذكر الإسلام فيها ما هي جائزة المرأة في الجنة، ولكن ذلك بالتأكيد أفضل من النار التي ستكون أغلبها من النساء، معلقات من شعورهن بحسب قول شيوخ الدين.
في المدرسة كان لدينا أستاذ دين -لا أعرف سلفي أم اخواني- كان يبحلق "يبصبص" على الطالبات اللواتي لا يرتدين العباءة السوداء، وإنما يرتدين جيبة رمادية طويلة، وقميصا، وبرر نظراته الوقحة بأن هدفها أن تخجل هؤلاء الطالبات، ويتوقفن عن ارتداء هذه الملابس.. يا له من عذر!
بينما أنا أتذكر المعلم، وأنا في الباص لاحظت أن هناك شخصا يتطلع أو يبحلق لي، وهذا شيء من النادر جدا حدوثه في (السويد)، حيث أن الناس لا تنظر لبعضها. لكن -ويا للأسف- سمعته يتحدث مع المرأة التي بجانبه بالعربية، والمرأة ترتدي الحجاب، وتلبس معطفا طويلا في عز هذا الحر بينما هو يوزع نظراته على النساء، تقززت من هذا المنظر الذي ذكرني بالماضي التعيس في الدول العربية، ولكنني قررت أن أنظر إليه بقرف، وأضع رجلا على رجل معتزة بلباسي الصيفي، ويبدو أن هذا الأسلوب كان جيدا حيث أنه بعد ذلك صرف نظره للنافذة، ثم رأيته بعد أن توقف الباص يمشي سريعا، ويترك المرأة وراءه تحاول أن تلحق به كعادة أمثاله من الرجال.
للأسف أعطى الدين الكثير من الغطرسة لهؤلاء الرجال الذين يعتقدون أن لهم الحق في التضييق على النساء، وتأديبهن بحجة أنهن فتنة، وناقصات عقل، وقد يكون تأديبه للنساء هو (البصبصة)، وإزعاجهن بنظراته الوقحة.
يا عزيزتي: عليكِ لو وجدتِ هذا النوع من الرجال أن تواجهي نظراته بنظرات احتقار إلى أن يخجل، ويصرف نظره عنك، أو إن استحق الأمر افضحيه بأنه يضايقك، و(فرجي عليه) أمة لا إله إلا الله. لا تسامح، ولا تهاون.