"ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها. السلطة ليست وسيلة بل غاية. غاية السلطة هي السلطة". (جورج أورويل)
فعلاً، عجيب أمر الحاكم في كلّ مكانٍ من العالم. ما إن يصل إلى السلطة حتّى يروح يبذل كل جهوده للحفاظ على مركزه، والبقاء فيه. ينسى كلّ شيء، يتعامى عن كل شيء، ولا يعود يرى شيئًا سوى الكرسيّ الذي يتربّع عليه، وما يرتبط به من قريب وبعيد من أمجاد. فما السرّ في ذلك؟
ولأوضح: المسألة ليست وقفًا على أحوال السلطة في لبنان، وفي دول العالم الثالث، والدول التوتاليتارية والدينية والعسكرية.
فحتى في العالم المسمى "أولاً"، يكاد المرء يرى المشهد نفسه: أناس يلهثون وراء المراكز العليا، ويرتكب غالبيتهم "السبعة وذمتها"، من أجل الوصول إلى مراميهم. لا بل إن بعضهم لا يتورع عن القتل، والسرقة، والرشوة، والانبطاح، والتذلل... من أجل الوصول إلى سلطة. أيّ سلطة.
أنظر إلى حال لبنان، فأكاد أصاب بانفجار دماغي، من فرط عدم القدرة على التصديق. "زعماء" و"قادة" و"أحزاب" من الصنف "الممتاز"، وآخرون من الصنف "الترسو"، وثالثون ورابعون وخامسون بين بين، جميعهم، تقريباً، "في الهوا سوا"، علما أن لا شيء يجمع في ما بينهم سوى شهوة السلطة، في حين أن لبنان، ان الجمهورية، أن الدولة، أن المؤسسات، كلّها في حال يرثى لها.
أكرر: ما أقوله عن لبنان، ينطبق على العالم كلّه تقريبا.
ترى أليس هناك، يا أورويل، أي حل لهذه المعضلة؟ هل حقاً الوضع ميؤوس منه الى هذا الحد؟ كم أحلم أن أجد من يثبت لي عكس ما تقول.