مستقبل العلاقات الفرنسية بالدول الافريقية الحليفة، وتساؤلات عن إمكانية التقارب بين باريس والجزائر والمغرب بسبب الانقلاب في النيجر، بالإضافة إلى أسباب الرفض المتكرر لانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي من بين المواضيع التي تناولتها الصحف العربية اليوم.
ماذا يجري في النيجر؟
اعتبر علي أنوزلا في صحيفة العربي الجديد أن نجاح الانقلاب يعني للولايات المتحدة وفرنسا توفير قاعدة كبيرة لتوسّع عمليات "فاغنر"، وملاذ آمن للجهاديين في قلب غرب أفريقيا، وتشجيعا للأنظمة العسكرية الموالية لروسيا في المنطقة ،مضيفا أن خطورة انقلاب النيجر، الذي ما زالت أسبابه غامضة، أنه يحدث في بلدٍ فيه أهم وجود عسكري غربي في أفريقيا الغربية، حيث النيجر بمثابة قاعدة عسكرية للولايات المتحدة وفرنسا والخاسر الأكبر مما يجري في النيجر، نجح الانقلاب أو تم التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى البلد، هو النفوذ الفرنسي ،حسب تعبير الكاتب.
هل تقترب فرنسا من الجزائر والمغرب؟
في مقال لنزار بولحية نشرته صحيفة القدس العربي ،أشار الكاتب إلى أن أكبر دولتين مغاربيتين، الجزائر والمغرب، لا تتقاسمان الآن مع فرنسا تقييمها ورؤيتها لما يحصل في المنطقة من تطورات، وهذا وحده يحمل الكثير من الدلالات ،فمن الواضح أن موقف الجزائر مما يحدث في جارتها النيجر ينعكس بشكل صريح على علاقتها بباريس، فالجزائريون يقولون الآن للفرنسيين إن سياساتهم الفاشلة في القارة تعرض أمنهم القومي للخطر، وإن أي حل للمشاكل والأزمات الموجودة في المنطقة لا يمكنه أن ينجح أو يمر من دون موافقتهم ، لكن على شرط أن تدفع باريس الثمن المناسب، وهو أن تعيد بناء العلاقات مع الجزائر على أسس جديدة.
الموقف المغربي
أما الصمت المغربي قد يحمل بدوره حسب الكاتب، إشارة قوية للفرنسيين، فالمغاربة الذين باتوا يوسعون من شراكاتهم مع قوى أخرى مثل، روسيا والصين قد يعتبرون أن أفضل رد على البرود الفرنسي نحوهم هو ليس التجاهل فقط، بل العمل على احتوائه والحد من آثاره من خلال تنويع العلاقات والشراكات. وهم يعلمون جيدا أنه لا يمكن للفرنسيين أن يستمروا طويلا في ذلك النهج، ولذا فإنهم يعولون على تراجعهم عنه بمرور الوقت.
تركيا و«إبريق الزيت» الأوروبي
نقرأ في افتتاحية الخليج أن قصة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي مثل قصة «إبريق الزيت»، تبدأ ولا تنتهي. هي أشبه بقصة شهرزاد التي كانت تؤجل موتها من خلال حكاياتها لشهريار حتى صياح الديك. هي حكايات تلف وتدور بلا نهاية.
واعتبر كاتب الافتتاحية أن تركيا سوف تطرق طويلاً على أبواب الاتحاد الأور0وبي ولن تسمع رداً، لأن شروط انضمامها غير متوفرة، ولأن هناك دولاً أوروبية لا تريد انضمامها من الأساس والمضمر في إشكالية مسألة انضمام تركيا الذي لا يعلن عنه رسمياً، أن الاتحاد الأوروبي هو بمعنى من المعاني «تجمع مسيحي» ل 27 دولة تضم حوالي 450 مليون نسمة، وانضمام تركيا المسلمة (85 مليون نسمة) سوف يشكل خللاً في البنية الديموغرافية للاتحاد، لذلك فالشروط الأوروبية لن تتوقف، وربما على تركيا أن تنتظر 50 سنة أخرى على أبواب الاتحاد ،حسب تعبير الكاتب.