متى عُرِف السبب بطل العجب، يقول المثل. ولأننا بتنا نعرف أصل المشكل، ففي إمكاننا أن نبتهج. لقد عثرنا على السبب. كان ضائعًا فوجدناه.
آويها! فلنزلغط. لقد اكتشفنا أخيراً مدعاة البلاء في هذه البلاد.
اكتشفنا من هم المجرمون والسارقون الرسميون الذين استولوا على دولتنا، وصادروها، ونهبوها، واحتلّوها، وجعلوها ممسحة تحت أقدام الوصيّ والمحتلّ.
اكتشفنا من هم الذين فجّروا بيروت، ودمّروها وقتلوا ناسها وهجّروا شبابها.
اكتشفنا من هم المسؤولون عن هبوط عملتنا وعجزنا عن انتخاب رئيس جمهورية.
اكتشفنا من هم أعضاء مافيا الفساد التي سرقت أموالنا وجنى أعمارنا.
اكتشفنا من هم أصحاب السلاح والنفوذ، ومن هم القاتلون والإرهابيون، ومن هم الذين يضربون وحدتنا الوطنية، ونظامنا القضائي، ومؤسساتنا.
اكتشفنا من هم السبب وراء عيش كل لبناني ولبنانية حياة البهدلة والقلق والذل.
اكتشفنا من هم الكاذبون، والوقحون، والجشعون، الذين لا يهمهم سوى تعبئة جيوبهم.
اكتشفنا من هم الذين جوّعونا، ولم يشبعوا حتى الآن، ولن.
اكتشفنا من هم الذين اغتالوا سمير قصير وجبران تويني وجورج حاوي ومحمد شطح ولقمان سليم ووو.
اكتشفنا من هم الذين يسحقون يومياً وفي كل لحظة كراماتنا وحقوقنا، والذين هم وراء انهيار هذا البلد انهياراً مأسوياً وانقسامه انقساماً كارثياً.
إنهم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، المثليون والمثليات. العابرون والعابرات. الكويريون والكويريات. نعم. هؤلاء هم أصل البلاء وسبب كل علة في لبنان.
إنهم "مجتمع الميم عين" يا جماعة، فانتبهوا. فتِّحوا عيونكم جيداً. إعرفوا عدوّكم. لا تصدّقوهم إذا رأيتموهم منهمكين بشؤونهم الخاصة، لا يؤذون أحداً ولا يعتدون على أحد. لا تنخدعوا إذا بدت أكثريتهم من جماعة الفنانين الخلاقين المسالمين الذين لا يطلبون سوى حقهم البديهي في أن يحبوا من يشاؤون. هذه كلها واجهات. حركات. مؤامرات عالمية تهدف الى الإطاحة بلبنان واقتصاده وهنائه وازدهاره. ثم لا تنسوا أن لبنان بلد مقدس، لا مكان لأمثال هؤلاء فيه. بلد مقدّس هو، وعلى رأس السطح، لا يتسع إلا للكهنة المعتدين على الأطفال، والشيوخ المتحرشين بالنساء، واللصوص خمس نجوم، والشبيحة درجة أولى، ورجال السياسة المنحرفين، وأمثال هذه النماذج من أصحاب "النخوة" و"المروءة" و"الشرف".
أجل ابتهجوا أيها اللبنانيات واللبنانيون. لقينا سبب مصائبنا. هلّق صار فينا نرتاح.