في الصف الذي أدرس فيه اللغة السويدية توجد طالبات من جنسيات متعددة مثل تايلاند، وجنوب أفريقيا، والكثيرات من أمريكا اللاتينية، وإيران، وأفغانستان. أنا العربية الوحيدة، وعدد الرجال اثنان فقط.
هناك الكثير من الفتيات المرتبطات بسويديين، وحصلن على إقامة لهذا السبب، وجميعهن آسيويات، وهناك من أتين بسبب عمل أزواجهن في السويد خاصة من الجنسيات التي من أمريكا الجنوبية.
هناك من أتين بسبب ظروف بلدانهن، والحروب، أو الوضع الاقتصادي السيء. الغالبية أو ربما الجميع متحمس للتعلم، ويريد أن يتقن اللغة، لم ألاحظ أن هناك متكاسلين رغم صعوبة اللغة.
تجلس بجانبي فتاة أفغانية لطيفة رقيقة في بداية العشرينات من عمرها، قالت لي بأنها ترعرعت في إيران، وأن تكلفة الدراسة في الجامعة لمن هو ليس إيرانيا مرتفعة جدا، ومن يحمل الجنسية الأفغانية في إيران ليس له الحق في العمل في مجالات معينة مثل الطب، والهندسة، والتعليم.
لم أتفاجأ كثيراً، فمعروف أن إيران بلد عنصري لا توجد فيه حقوق إنسان، ولا غيرها. وصفت لي سعادتها بأنها اليوم تستطيع أن تكمل دراستها، وتستطيع أن تحقق ما تحلم به، دخلت فتاة أفغانية أخرى في حوارنا، وهي فتاة لديها طموح عال، وألاحظ حماسها الدائم في الصف، والرغبة في التعلم، وأضافت بأن والدها لم تكن لديه أي أموال تساعدهم على أن يحصلوا على تعليم جامعي، وأنها سعيدة بأنها ستتعلم، وأنها ممتنة كثيرا للسويد على إعطائها هذه الفرصة.
هؤلاء الفتيات لو ذهبن لبلدهن، فلن يكون لهن الحق حتى في الخروج من البيت بدون محرم، وليس لهن أي حق في التعليم، والعمل، شعرت أنا أيضا بالامتنان للسويد لأنها أعطتهن الفرصة لحياة طبيعية عادلة في بلد يقدر مجهودهن. هؤلاء سيضفن أيضا للبلد هذا حيث أن طموحهن سيكون السبب في نجاحهن، والظروف التي مررن بها ستكون السبب في شعورهن بالامتنان، والانتماء للبلد الجديد الذي استقبلهن.
نظرت لتلك الفتيات بسعادة، وتمنيت لهن التوفيق في حياتهن، وأنا متأكدة أنهن سيحققن كل أحلامهن.