مدينة الشمس بعلبك في البقاع اللبناني ، تسطع فيها انوار الفرح وتشعر بمتعة من عظمة معابدها التي تستعيد امجادها مع مهرجاناتها الدولية. وعلى مدرجات معبد جوبيتر لوحات راقصة اسطورية تعطي مكانة مهمة للرقص وتخفي وراءها العديد من الأسرار تضج القلعة بالزوار العرب والاجانب ما يعطي دفعا اقتصاديا للمنطقة التي ما تزال تعاني.
هذه المهرجانات التي بدأت في العام 1956 لم تتوقف الا لمدة ثلاث سنوات في فترة جائحة كورونا وحصلت على اعلى الجوائز الوطنية والدولية
لدى وصولنا تصدح في القلعة ، أصوات فنانين حاليين وراحلين كوديع الصافي وفيروز وصباح باغنيتها الشهيرة «قلعة كبيرة وقلبها كبير وبيساع الدنيّ كلها»
شاعر بعلبك عبد المحسن الجوهري يستوقفك عند مدخل القلعة ليحدثك عن كبار الفنانين الذين سجلوا بصمة في تاريخ المدينة من عاصي ومنصور الرحباني الى ام كلثوم والى كبار الفنانين العرب والاجانب
أعطى المهرجان مكانة كبيرة للرقص تخلله لوحات باليه لراقص الباليه روبرتو بول الذي تألق منفردا بلوحات فنية لاقت اعجاب الجمهور
اما الفرقة الاسبانية اللبنانية فكانت لها أمسية ساحرة لعازف الغيتار والملحن خوسيه كيفيدو "بوليتا" الذي جمع في ألحانه بين "الفلامنكو" و"الجاز قائدة الاوركسترا ياسمينا الصباح جسدت بحضورها لبنان الحضارة والجمال وتحدثت لمونت
كارلو الدولية عن اهمية الدمج بين الفلامنكو والموسيقى اللبنانية
في المهرجان ايضا، حفلة خاصة لاهالي المدينة سميت بحفلة " أهل البلد " للفنان ملحم زين وهنا يكمن الدور الابرز لجيران القلعة حيث يعمدون لبيع منتجاتهم والحصول على ارباح وفيرة
لجنة مهرجانات بعلبك حرصت على اهمية المهرجان في ظل الاوضاع الاقتصادية الخانقة التي تحيط باللبنانيين كما اكدت منسقة المهرجانات مايا الحلبي التي شددت على اهمية المهرجان عبر مونت كارلو الدولية
مهرجانات بعلبك كما تقول النقابات السياحية ليست الوحيدة في لبنان ، لكنها تتميز عن سواها برمزية القلعة المتجذرة في التاريخ التي تعتبر من اهم الاثار الرومانية وبحجوزات الفنادق والمطاعم التي تدل على موسم سياحي واعد اذ فاقت نسبة الاقبال على المهرجان الخمسين في المئة.