انتشر فيديو لطفلة ترتدي النقاب، وتخرج إلى الشارع مرافقة لأختها. وكتب صاحب المنشور متغزلا بفعلها قائلا: "بنت تشاركنا طلعة أختها بالنقاب، ما شاء الله عليها".
عندما تشاهد الفيديو ستندهش أن البنت في الخامسة ربما من عمرها متشحة بالسواد من رأسها حتى أخمص قدميها، ونراها وهي تعاني أثناء المشي، وتتعثر في مشيتها بسبب العباية الطويلة. ثم وهي تعاني أثناء شربها للعصير من تحت النقاب. طفولتها انتهكت، وأصبحت فتنة تجب تغطيتها، وهذا هو الهدف فعليا من ذلك.
أتذكر، وأنا في سن الحادية عشرة، كانت تفرض علينا تغطية شعرنا في المدرسة، وفي إحدى المرات كنت أمشي مع جارتي في طريقنا للمدرسة، وأوقفنا رجل قائلا لنا "أنتن مثل الحمام الأبيض يجب أن تغطين وجوهكن الجميلة" وقتها لم نفهم هل هو يمدحنا أم ماذا. اليوم أرى أن ما فعله كان تحرشاً، ولحسن الحظ أننا مشينا سريعاً، وأن هذا الرجل لم يتماد، ويتسبب لنا بأذية.
في الدول التي تعاني من زواج الصغيرات تنتشر أيضا فكرة تغطية الطفلة، فهي في نظر الكثيرين من البيدوفيليين ليست طفلة، وإنما فتنة، ومشتهاة من رجال بيدوفيليين، وبالتالي تجب تغطيتها، ثم يتم إعطاؤها لرجل في سن أبيها ليغتصبها باسم الزواج.
في عام ٢٠١٠ كانت هناك محاولات من نواب في مجلس النواب اليمني لتحديد سن الزواج، ومنع زواج الصغيرات، ومعاقبة من يخالف القانون. ولكن الشيخ عبد المجيد الزنداني هدّد بمظاهرة مليونية معترضا على ذلك، وفعلا خرج مع مجموعة من نساء الحزب الذي ينتمي له رافعات شعارات أن هذا القانون مخالف للشريعة، وأن الرسول تزوج من طفلة، وللأسف فعلا توقف العمل على هذا القانون إلى يومنا هذا، ولذلك نسمع كثيراً عن صغيرات نزفن حتى الموت في ليلة زفافهن.. وإلى ما هنالك من هذه المآسي.
الهدف من تغطية هذه الطفلة البريئة، ومنعها من أن تعيش طفولتها هي إرضاء هؤلاء البيدوفيليين، لذلك يجب رفض هذه الجريمة، ومعاقبة من يروج لذلك، ودعوا الأطفال يعيشون طفولتهم، وعاقبوا من ينتهكها.