في الثاني عشر من يونيو 2023 تناقلت وكالات الانباء وصفحات المواقع الإخبارية العربية المعروفة خبراً صادماً!!
الخبر كما نشرته الجزيرة والقنوات الإخبارية المعربة مثل سكاي نيوز بعنوان "دراسة صادمة": ثلث الرجال بهذا البلد يؤيدون العنف ضد المرأة". أما متن الخبر فيؤكد على أن الاستطلاع أو الدراسة قد جرت في ألمانيا عبر الإنترنت لحساب منظمة "بلان إنترنشونال جيرماني" لمساعدة الأطفال من 9 إلى 21 مارس الفائت، وقد شمل ألف رجل وألف امرأة من كل أنحاء ألمانيا، تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما.".
النتائج بينت أن ثلاثة وثلاثين في المئة من الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما المشاركين في هذه الدراسة الاستقصائية يقبلون فكرة أن "تنزلق أيديهم" ((أحيانا)) خلال شجار مع شريكة حياتهم كما أقرّ أربعة وثلاثين في المئة بأنهم سبق أن مارسوا العنف ضد النساء (في الماضي) – بين قوسين -.
الأرقام التي أوردتها الدراسة تؤكد أن
• أكثر من 115 ألف امرأة تعرضت للعنف المنزلي عام 2021، وفقا لبيانات الشرطة الفدرالية الألمانية.
• وأن أكثر من 300 امرأة قتلت على أيدي شركاء حياتهنّ الحاليين أو السابقين عام 2021.
طبعا وبعد هكذا نتائج محرجة للعالم الأول كان من الواجب أن نسمع تأكيد وزير العدل الألماني ماركو بوشمان، أنه سيدفع من أجل إقرار تعديلات قانونية لتغليظ العقوبات على العنف ضد المرأة.
في المقابل كانت هناك دراسة (يبدو غير صادمة) قامت بها اللجنة الوطنية للمرأة بعنوان
"العنف ضد النساء في المجالين العام والسياسي في الأردن 2022"
الدراسة منشورة على الموقع الرسمي للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة أوضحت أشكال العنف الذي تتعرض له النساء مثل العنف النفسي والعنف الجسدي والعنف الاقتصادي والعنف التشريعي وعنف القواعد الشعبية والعنف الأكثر شعبية حالياً بعد الجسدي وهو العنف الإلكتروني..
الأرقام الواردة في الدراسة لم تصدم أحداً
تخيلوا أن 88% من النساء الأردنيات ممن يشغلن أو شغلن مواقع منتخبة هن الأكثر عرضة للعنف المنزلي والممارس من قبل أحد أفراد الأسرة! فيما أفادت 56% منهن تعرضهن للعنف من قبل منافس في الانتخابات.
بالمقارنة مع الفئات الأخرى من السياسيات أفادت 78% من المستجيبات ممن يشغلن أو شغلن مواقع قيادية في القطاع الحكومي أو العام تعرضهن للعنف الأسريّ ! أما المصدر الأعلى للعنف بين من يشغلن مواقع قيادية في القطاع التطوعي فقد كان أيضا من داخل الأسرة بنسبة 61%!!!
طبعاً لم نسمع أي وزير أو مسؤول يستنكر ولا اعتبر هذه المعلومات صادمة!!! حتى أن وسائل الإعلام العربية لم تنشر عنها خبراً!!
ليش برأيكم؟