تونس وبيلاروسيا من بين المحطات التي توقفت عندها الصحف الفرنسية الصادرة يوم الإثنين 12 حزيران 2023.
لوموند: تحرك أوروبي لنجدة تونس
تقول صحيفة لوموند إنّ تونس تحظى باهتمام أوروبا أكثر من أي وقت مضى لأن الأسئلة حول استقرارها تثير القلق وتتجلى الأهمية التي يكتسيها الملف التونسي لدى الاتحاد الأوروبي عبر الزيارة الأخيرة التي قامت بها أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية مع رئيسي الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والهولندي مارك روتو، وذكّرت لومند بأنّ وزير الخارجية الأوروبي جوزيب بوريل كان قد صرّح في أواخر آذار/مارس الماضي أنّه يجب تفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي لتونس، وهو التصريح الذي لقي استهجان قصر قرطاج.
واعتبرت لوموند أنّ مخاوف بوريل تأكّدت عقب إعلان وكالة فيتش للتصنيف الائتماني قبل ثلاثة أيام عن تخفيض تصنيف تونس في ظل حالة عدم اليقين المرتبطة بقدرة البلاد على جمع التمويل الكافي لتلبية احتياجاتها المالية، وفي هذا السياق أشار كاتب المقال إلى إعلان فون دير لاين عن شراكة شاملة بين الاتحاد الأوروبي وتونس في مجالات عدة منها الاقتصاد والطاقة والهجرة والتكوين، شراكة لعبت فيها جورجيا ميلوني دورا كبيرا من خلال الضغط على بروكسل لكي تولي الملف التونسي الأهمية الضرورية خاصة لكبح جماح الهجرة غير الشرعية.
وتشير لوموند إلى أنّ الهدف من الزيارة هو منح قيس سعيد الثقة لقبول مشروع قرض صندوق النقد الدولي بقيمة مليار وتسعمئة مليون دولار بعدما رفضه بسبب الشروط والإصلاحات المطلوبة من بلاده والتي وصفها بأنها إملاءات أجنبية. وفي لب هذه الزيارة مسألة الهجرة التي جعلت التكتل يبدي استعداده لتقديم 100 مليون يورو لتونس هذا العام لمساعدتها في إدارة الحدود وعمليات البحث والإنقاذ في المتوسط وعمليات مكافحة التهريب وإعادة اللاجئين.
استهل ألان بارلوي مقاله بالتطرق إلى الحالة الصحية للرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو التي كانت في الآونة الأخيرة محل عدة تعليقات تفيد بأنّ رجل مينسك القوي يعالج في سرية تامة بإحدى مستشفيات موسكو أمر بعث التكهنات حول عواقب تدهور صحة أو وفاة الشخص الذي يتولى قيادة بلاده بيد من حديد منذ عام 1994 وأثار ذلك على الحليفة روسيا. تحالف غير متكافئ حسب الكاتب أدى مع مر السنين إلى إخضاع مينسك من طرف موسكو تزايد بشكل كبير مع الحرب في أوكرانيا مذكرا بأنّه بين عامي 2000 و2020 قدّمت موسكو لجارتها حوالي 109 مليارات دولار كمساعدات مقابل ولاء ثابت.
واعتبر المحلل السياسي أرتيم شرايبمان أنّ بيلاروسيا حاليا في حالة خضوع كبير تجاه روسيا عسكريًا واقتصاديًا مشيرًا إلى أن بوتين من جانبه يحتاج إلى لوكاشينكو للسيطرة على مناطق معينة وإبقائها في المدار الروسي. وحسب كاتب المقال فإنّ تبعية بيلاروسيا لروسيا كانت مشروعًا أولويا لبوتين لأكثر من عشرين عامًا، فعملية التكامل بين البلدين انطلقت في عام تسعة وتسعين من القرن الماضي قبل أن تعرف ركودا لفترة طويلة، لكن العزلة المتزايدة للوكاشينكو دفعته إلى حضن موسكو خاصة منذ الاحتجاجات التي اندلعت بعد الانتخابات الرئاسية في أغسطس 2020.
ومع الحرب في أوكرانيا تسارعت عملية وضع بيلاروسيا تحت وصاية روسيا فبناءً على طلب موسكو في أوائل عام 2022، عدلت مينسك دستورها للسماح بنشر الأسلحة النووية الروسية على أراضيها، تعديل دخل حيز التنفيذ بعد ثلاثة أيام فقط من إطلاق فلاديمير بوتين لما وصفه بالعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا. وما يتناقض مع هذا التوجه حسب المحلل السياسي جيوفاني تشياكيو هو أنّ 90٪ من البلاروس لا يؤيدون الحرب في أوكرانيا.
كتبت كامي ريشير أنّ تغير المناخ بدأ في إحداث تأثير كبير على النظام البيئي بحيث أنّ العلماء يتوقعون أن ينقرض الجليد البحري في الصيف في المحيط المتجمد الشمالي بداية من ثلاثينيات القرن الحالي وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيتور كومونيكاشنس". وحسب كاتبة المقال فإنّ هذه الدراسة تؤكد أنّه حتى بوضع حد للاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية، بما يتماشى مع توصيات معاهدة باريس للمناخ، إلّا أنّ ذلك لن يمنع الامتداد الشاسع للجليد العائم في القطب الشمالي من الذوبان.
ويعتبر جليد البحر الصيفي هذا مؤشرا للاحترار العالمي حيث ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي أربع مرات أسرع من بقية العالم. ومنذ ثمانينيات القرن الماضي، فقدت هذه الكتلة الجليدية ما معدله 13٪ من سطحها في كل عشر سنوات، بعضها طبيعي لكن 90٪ منها سببه النشاط البشري. ومع مرور الوقت يخلف انخفاض الغطاء الجليدي آثارا خطيرة على الطقس والأشخاص والنظم البيئية، ليس داخل المنطقة فحسب ولكن على مستوى العالم برمته.