قرأت كثيرا عن الـتشات جي بي تي فقررت أن أستخدمه والحقيقة أنه رائع جداً، ولكنه تعب من غزارة الاسئلة التي ألقيتها عليه، وطلب أن يرتاح، وأن أفتح نقاشا جديدا مختلفا. تفاجأت من طلبه الغريب هذا، ولكن يبدو أن حتى الذكاء الصناعي يصيبه التعب، والضجر، وهذا شيء لا يبشر بخير، ولا ندري ماذا ستكون طلباته في المستقبل.
أتخيل المستقبل الذي ستحدد فيه الآلة، وتقرر بدلا عنا بدون مشاعر أو وضع الإنسانية في الاعتبار، ولكنني تذكرت أن هناك فعلا في يومنا هذا مصالح حكومية في دول متحضرة يتعامل فيها الموظفون، وكأنهم روبوتات حيث أنهم يقررون بحسب "السيستم"، ولا يضعون في الاعتبار إلى ماذا سيؤدي قرارهم، وكيف سيتسبب بضرر على الآخرين.
في المصالح الحكومية الكبيرة قد تكون هناك حاجة لذلك عندما تكون هناك قرارات كثيرة يجب أن تقدم في وقت قصير، فيجد الموظف نفسه يتعامل مع الآخرين كأرقام، ويترك مشاعره الخاصة لأنه لو فكر بكل قضية على حدة، فلن ينتهي من عمله، فيتحول لآلة تعمل بلا مشاعر. قالت لي امرأة كانت تعمل في دائرة الهجرة بأنها تركت عملها الذي كانت تظن أنه سيساعد الآخرين لأنها وجدت نفسها تتعامل ببيروقراطية، فهي لا تجد الوقت أن تبحث وراء كل قضية، فتصبح القضايا مجرد أرقام وليست بشرا قد يتعرضون للمعاناة بسبب هذه القرارات.
هناك جانب جيد للتعامل مع القضايا بشكل آلي، وهو أن هذا يمنع الفساد الذي أصاب دولا كثيرة بسبب إتاحة المجال للمرونة في تطبيق القانون، والتحايل في كثير من الأحيان.
وأيضا ربما عندما يتم استخدام الآلة في هذه الحالات يصبح وجود الإنسان أهم في مصالح أخرى تحتاج للعواطف؟ أو ربما يتعلم الذكاء الصناعي أيضا بأن يستخدم العواطف.
قرأت خبرًا في صحيفة أجنبية عن طالبة في الـ٢١ من عمرها، تدرس في جامعة كاليفورنيا تبين من خلال أدوات مكافحة انتحال الشخصية أنها استخدمت الذكاء الصناعي في ورقتها الكتابية، وبالتالي شكّل ذلك خطورة على تخرجها. هي ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، ولا تعلمون ربما من كتب هذا المقال هو الذكاء الاصطناعي ولست أنا، من يدري؟