هي لحظات تأخذنا من الإدراك المادي والإنشغال به الى الانغماس في نشوة حسيّة، ربما بصرية أو سمعية لا تعني أحداً سوانا ..
عينك تلحظ لوناً زهرياً مخبأً في وردة جورية بيضاء ..
صوت بلبلٍ في زيارة لشجرةٍ عتيقة على باب دارك.. تطارده بعيونك ويختبأ بين الأغصان مطلقاً صوتاً كأنه صوت الجنة .
نَفَسُ طفلك الصغير في أنفك ذات صباح وهو نائم قرب قلبك..
ذات ليلة كنت تعتقدها مملة ... قمرٌ أحمر يُتوِّج صدر السماء .. يقول اتبعني وانت تسير في كل طريق يمتد نحوه...
جلسة على شرفة، استكانة شاي ويدك تمر على حوض النعنع الصغير لتقطف ورقتين وتغمسهما في مشروبك الدافىء وانت تستمع لصوت أمك تحدثك عن أي شيء.
عينك تلمح فراشة تحمل رسالة من روح بعيدة، فتحدثك نفسك عن أثر الفراشة الذي لا يزول وتشم عطر ياسمينة حديقة الطفولة وانت تجمع زهراتها البيض الصغيرة لتنظم عقداً أو سواراً لأمك ..
قصيدة في كتاب ميسون سويدان
شروق الشمس عبر سماء تزينها غيوم صغيرة تكسر الأشعة فيتلون الأصفر بالبرتقالي ومشتقاته، ويتناثر الذهب على كل شيء حولك.
شجرة ليلك مزهرة تقف لتلقي عليها التحية
أو استسلام للحن أغنية تحبها تضغط زر الإعادة كلما انتهت
إذاً هي شخصية تماماً .. تنغمس فيها وقد تذوب فتنة ... بينما يمر السائرون أو يكمل الناس حولك حديثهم عن ملابس المشاهير وارتفاع أسعار البترول.
المتع الصغيرة نفسها ليست أمراً مبتذلاً ولا هي أمرٌ ترثه أو تتعلمه بحذافيره.
لكن اختيار أن تبحث عنها وتصغي لها وتعطي لنفسك المساحة لتتمتع بها أمرٌ (برأيي) يمكننا أن ندرب أنفسنا على اقتناصه أو البحث عنه في دواخلنا بغرض الاستسلام عن سابق إصرار.
المتع الصغيرة هي انتصارات صغيرة كي ننجو ولو لدقائق من كل ما هو واجب واستهلاكي ومكتوب ومبرمج ..
عروب صبح