الحرب في السودان وعودة اللاجئين السوريين، مواضيع تطرقت لها الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء 30 أيار/مايو 2023 من إعداد سليمان ياسيني.
كتب محمد أبو الفضل أنّ الطامعين في إحلال السلام قريبا بالسودان أصبحوا على موعد مع مستحيل جديد يضرب هذا البلد الذي كانت جُل جهود قياداته وجهود قوى إقليمية ودولية عديدة منصبّة على البحث عنه سابقا، ففي ظل الصعوبات الكثيفة التي يجدها تثبيت وقف إطلاق النار من خلال الوساطة السعودية – الأميركية باتت التسوية السياسية بين البرهان وحميدتي بعيدة المنال.
ويرى الكاتب أنّ التفكير في العملية السياسية غاب وطغت نيران الحرب، وانشغلت أطراف كثيرة في الداخل والخارج بمحاولة التعرف على شكل الخارطة الناجمة عن الصراع الدائر بين الجيش وقوات الدعم السريع. ويبدو أن هناك رغبة لدى قوى خارجية لضرورة أن تستنزف قدرات الطرفين أو يحقق أحدهما نصرا حاسما، لأن وقف الحرب وفقا لصيغة “لا غالب ولا مغلوب” لن يكون مجديا.
وحسب الكاتب يؤدي غياب نوايا السلام، أو على الأقل عدم وضوحها من قبل الكثير من الأطراف المعنية بالأزمة في السودان، إلى توسيع نطاق الصراع وخروجه عن السيطرة والاستعداد للتعايش معه فترة طويلة إلى حين تتكشف معالم التوازنات على الأرض، ويعتبر كاتب المقال أنّ السودان يحتاج إلى التعرف على بوصلة القوى الكبرى ليتمكن المواطنون والقوى السياسية من التعرف على ملامح المرحلة المقبلة، وما لم تتكشف نوايا الأطراف الرئيسية نحو ما يجري من صراع في السودان سوف تتواصل لعبة الشد والجذب مع الجنرالين، والتي تديرها قوى معنية بالأزمة دون أن رسم حد فاصل بين المسموح به سياسيا والمرفوض عسكريا من قبلهما.
كتب فايز سارة أنّ قضية اللاجئين تبدو اليوم أبرز الملفات المتصلة بالقضية السورية، وأنّ الاهتمام العربي والإقليمي بقضية اللاجئين يبين أهميتها باعتبارها أهم نتائج الصراع في سوريا وحولها، وأحد المفاتيح الأساسية في حل القضية السورية، وقال الكاتب إنّ التقديرات الصادرة أواخر عام 2022 تشير إلى أنّ عدد اللاجئين السوريين يقارب 13 مليون نسمة، يتوزعون في أكثر من مائة دولة عبر العالم، وإذا كان أغلبهم في البلدان الأوروبية قد استقروا واندمجوا حيث هم، وصارت عودتهم صعبة لأسباب متعددة، فإن غالبية الموجودين في بلدان الفضاء العربي الإسلامي مرشحون للعودة إلى سوريا.
ويرى الكاتب أنّه في محتوى قضية اللاجئين ثمة فارق بين اللاجئين من معارضي النظام والمنتمين إلى مناطق يصفها النظام بـ«مناطق معارضة»، ومجموعتي «الرماديين» و«المؤيدين» حيث أوضح أنّ أغلب المعارضين وأبناء «مناطق المعارضة»، فقدوا مساكنهم وممتلكاتهم نتيجة العمليات العسكرية والتدمير الذي لحق بها، أما عودة «الرماديين» و«المؤيدين» فهي أشبه بعودة المسافرين أو المغتربين الذين يعودون إلى بيوتهم وممتلكاتهم دون التعرض لأي إجراءات أمنية خاصة.
وحسب الكاتب فإنّ السلطات السورية لا ترغب في عودة اللاجئين لأسباب كثيرة، أهمها أنها كانت السبب المباشر في تهجير أغلبهم، إضافة إلى أنها لا تريد تحمل مسؤولية وجودهم تحت سيطرتها، مما يلقي عليها أعباء أمنية وإدارية، وعدم رغبتها في تحمل أعباء توفير احتياجات العيش من سلع وخدمات. ويقول الكاتب إنّ إعادة اللاجئين بصورة واسعة غير ممكنة حالياً وموانعها كثيرة من الصعب تجاوزها، كما ترى دمشق، غير أنه لا يجوز لهذه النتيجة أن تغلق ملف عودة اللاجئين إلى بلدهم، أو تربطها مع تحقيق خطوات كبيرة مثل إعادة الإعمار ورفع العقوبات؛ خصوصاً بعد أن حركتها تطورات الانفتاح الإقليمي على دمشق.
كتب محمد عايش أنّ الديمقراطية التركية ليس لها مثيل أو نظير في منطقتنا العربية ولا في منطقة الشرق الأوسط، وهي ديمقراطية لا تتوقف عند تنظيم انتخابات حرة وشفافة، وإنما تمتد أيضاً الى الأحزاب والممارسة السياسية والاجتماعية وحرية الناس في تنظيم الاجتماعات العامة والتعبير عن آرائهم وحرية صحافة وإعلام وكلام، وبالتالي مشاركة سياسية واسعة ومفتوحة من كافة أبناء الشعب، ويعتبر الكاتب أنّ الديمقراطية التركية والخوف من انتقال العدوى الى الدول العربية هي السبب الرئيس والحقيقي لموقف بعض الدول العربية من تركيا والنظر اليها على أنها مصدر تهديد، أما سبب كراهيتهم للرئيس رجب طيب أردوغان فمرده لثلاثة أسباب، الأول أن الرجل أنهى مرحلة حكم العسكر للبلاد وتحكم الجيش في الحياة السياسية، ومن الناحية العملية فهو الذي حوّل الدولة التركية من النظام العسكري الى النظام السياسي المدني الذي لم يعد الجيش يتحكم فيه.
أما السبب الثاني لكراهية أردوغان من قبل بعض العرب حسب كاتب المقال فهو أن الرجل وحكمه هو أول نموذج ناجح للإسلام السياسي، والسبب الثالث لكراهية أنظمة «الثورة المضادة» في العالم العربي لأردوغان على حد وصف الكاتب هو أن الرجل كان صاحب أوضح موقف في العالم تجاه ثورات الربيع العربي التي أيدها ودعمها