يبدو أن قوات الدعم السريع السودانية تسعى إلى التواصل مع جميع الأطراف القادرة على التأثير ولعب دور في إعادة السودان إلى المسار السياسي، وهو ما يُفهم من جولات يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع على دول عربية وإفريقية وأوروبية.
قبل وصوله إلى فرنسا، كانت للمستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع محطة في أوغندا التي تتمتع بعلاقات متينة مع الدول الغربية، نظراً لدورها الدبلوماسي والاقتصادي والعسكري القوي في إقليم البحيرات وشرق أفريقيا والقرن الافريقي الكبير، ما يجعلها قريبة من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وغيرها من القوى الغربية.
وخلال وجوده في باريس، أوضح يوسف عزت لسعدة الصابري على "مونت كارلو الدولية" أن جولته الأوروبية، التي تشمل فرنسا وسويسرا وبلجيكا ودول أخرى، تهدف إلى توضيح حقيقة ما يحدث على الأرض للمسؤولين الأوروبيين ولأبناء السودان الموجودين في الخارج، في محاولةٍ لتصحيح ما اعتبرها المستشار السياسي لـ"حميدتي"، "صورة مغلوطة" تنقلها الخارجية السودانية "المختطفة" عبر سفاراتها في الخارج، ما يؤخر انتهاء الحرب، وفق تعبيره.
وحول الدعم الخارجي، نفى المستشار السياسي لحميدتي، حصول قوات الدعم السريع على أي دعم من روسيا أو من مجموعة فاغنر، مؤكداً أن حميدتي يرفض التعامل مع هذه المجموعات وأن العقد الذي كان مبرماً مع فاغنر خلال حكم عمرالبشير انتهى بسقوط النظام.
وشدد يوسف عزت على أن قوات الدعم السريع لم تحصل حتى هذه اللحظة على أي دعم خارجي، لعدة أسباب أولها عدم وجود أي طريقة لوصول الدعم لا جواً عبر المطار المدمر ولا براً عبر ليبيا أو أي دولة افريقية لأن الحدود البرية يسيطر عليها الجيش.
والسبب الثاني، أن قوات الدعم السريع سيطرت على منظومة الصناعات الدفاعية في السودان ومجمّعات تصنيع الذخائر والأسلحة الخفيفة، ومخازن المخزون الاستراتيجي للجيش، بالإضافة إلى معسكر الدفاع الجوي، ما مكّنها من امتلاك أسلحة كثيرة جداً لدرجة أن جزءاً منها لا يمكنها استخدامه لأنها ليست مدرّبة عليه، وبالتالي تمويل الدعم السريع يأتي مما حصل عليه من الجيش"، وفق ما أفاد مستشار حميدتي الذي شدّد على ضرورة التسريع بوقف إطلاق النار بشكل دائم حتى لا تتاح الفرصة أمام أطراف خارجية للتدخل في الأزمة السودانية.
ونوّه يوسف عزت مستشار حميدتي في مقابلته مع مونت كارلو الدولية، أن الدعم السريع لم يطرح نفسه كبديل للجيش ولا يمكن أن يكون بديلاً له، لأن الجيش سيظل موجوداً سواء بقيادة البرهان أو غيره.
ويرى يوسف عزت أن الحرب فرضت ضرورة تشكيل جيش موحد في السودان، معتبراً أن وجود الدعم السريع كقوة مساندة بقيادة منفصلة لن يكون مفيداً للشعب السوداني. وفي هذا الإطار، يجزم مستشار حميدتي أن الجيش وقوات الدعم السريع ليست لديهما مصلحة في استمرار الحرب ولكن تم توريطهما فيها.
وحول موعد انتهاء الحرب، قال يوسف عزت، المستشار السياسي لحميدتي، إن الحرب الدائرة الآن نهايتها غير واضحة، لأن جذورها سياسية ومرتبطة بالعودة إلى المسار السياسي، مشدداً على ضرورة أن تتوحد الجهود الإقليمية والدولية وتبتعد عن التنافس في السودان.
ولدى سؤاله عن الدور الذي تحاول إسرائيل أن تلعبه في السودان، قال يوسف عزت إنه يندرج في إطار تغير علاقات إسرائيل مع الدول العربية وسعيها لتغيير صورتها أمام شعوب المنطقة، معتبراً أن تراجع دور الجامعة العربية أتاح لها الفرصة لتقديم رؤيتها في أزمات المنطقة.