متعددة هي العناصر التي تدعم المقولة التي يرى أصحابها بموجبها أن هناك عناصر إيجابية كثيرة تتعلق بالقمة الافتراضية التي دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى عقدها حول سبل التصدي لانعكاسات التغير المناخي السلبية بشكل أفضل مما هي عليه الحال اليوم. وموعد هذه القمة مبدئيا هو يوم الثاني والعشرين من شهر أبريل-نيسان عام 2021
ويتمثل أهم عنصر من هذه العناصر في رمزية القمة المرتقبة أيا تكن نتائجها. فلم يكن كثير من الذين يولون ملف التغير المناخي أولية خاصة ويتعاملون معه بوصفه أهم تحد مطروح اليوم أمام الأسرة الدولية يحلمون بأن تعقد مثل هذه القمة قبل وصول وباء كورونا إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وكانوا شبه واثقين أن نجاح الرئيس السابق دونالد ترامب في تنشيط الدورة الاقتصادية وفي التصدي لظاهرة البطالة كفيلان -أيا تكن المآخذ عليه- بالإبقاء عليه في البيت الأبيض لولاية ثانية وبالسماح له بمواصلة سياسته تجاه القضايا البيئية التي يعتبرها غير أساسية. بل إنه كان ينظر إليها بوصفها عائقا كبيرا يحول دون إنعاش الدورة الاقتصادية. ومن ثم فإن عقد قمة افتراضية بسبب الإجراءات الوقائية من وباء كورونا من قبل جو بايدن يُعد انتصارا كبيرا لأن الولايات المتحدة هي البلد الثاني بعد الصين الشعبية في ما يتعلق بحجم الانبعاثات الحرارية التي تنتجها.
من العناصر الأخرى التي تفتح أفقا أمام التصدي لانعكاسات التغير المناخي بشكل أفضل، أن الرئيس الأمريكي جو بادين دعا نظيريه الصيني والروسي للمشاركة في قمة المناخ الافتراضية التي ستعقد الثاني والعشرين من شهر أبريل -نيسان عام 2021 برغم الخلافات القائمة بينه وبينهما في مجالات متعددة. وهذا أمر إيجابي في حد ذاته لأن النجاعة في الجهود الرامية إلى الحد من الانبعاثات الحرارية والتكيف مع انعكاساتها السلبية تمر عبر طرق عدة منها تكاتف الجهود الثنائية والإقليمية والدولية.
ومن أهم هذه العناصر الإيجابية الأخرى المتصلة بعقد مثل هذه القمة أن كثيرا من البلدان المتقدمة وذات الاقتصادات الناشئة أو النامية من التي تمت دعوتها للمشاركة فيها كانت ولا تزال من كبار البلدان التي تنتج مصادر الوقود الأحفوري وتصدره. ولكنها تعي اليوم أكثر فأكثر أن الوقت قد حان لإعداد العدة التي تسمح بالمرور بشكل متدرج وثابت من مرحلة الاقتصاد الكربوني إلى مرحلة الاقتصاد الأخضر. وهو مثلا حال المملكة العربية السعودية التي أطلقت مبادرتين في هذا الإطار هما مبادرة " السعودية الخضراء " ومبادرة " الشرق الأوسط الأخضر".
رغم هذا التفاؤل المبرر بقمة المناخ التي دعا الرئيس الأمريكي إلى عقدها في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 2021 بشأن التغير المناخي، فإن عوامل "التشاؤل" حتى لا نقول التشاؤم بشأن جدوى مثل هذه القمة متعددة هي الأخرى ومن أهمها أن كثيرا من قادة العالم الذين يشاركون في قمم المناخ من بلدان الشمال والجنوب على حد سواء يصرون على استغلالها لإطلاق التزامات ووعود طموحة تظل في كثير منها حبرا على ورق.