في الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، تعود بنا الذاكرة إلى الخسائر التي طالت البشر والحجر، ومن بينها لوحة Hercule et Omphale، إحدى روائع الفن الباروكي في القرن التاسع عشر والمحفوظة في قصر سرسق، المعلم التاريخي الشاهد على ذاكرة بيروت.
اللوحة المستوحاة من الميثولوجيا الإغريقية تجسّد لحظة قلبت الأدوار التقليدية للسلطة والقوة بين الرجل والمرأة، في حوار بصري جريء بين الهيمنة والخضوع.
استضافت ميشا خليل في هذه الحلقة الفنان والمؤرخ اللبناني غريغوري بوشاكجيان للحديث عن رحلة اللوحة من تحت ركام الانفجار إلى قاعات متحف غيتي في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خضعت لعملية ترميم دقيقة استغرقت ثلاث سنوات، قبل أن تُعرض ضمن معرض «نساء قويات» المخصص لأعمال الفنانة الإيطالية أرتيميسا جنتلسكي، التي اشتهرت بدورها بكسر الصور النمطية عن النساء في الفن.
بين تاريخ اللوحة ورسالتها الفنية وسياقها الحالي، يشكّل الحوار شهادة حيّة على قدرة الفن على مقاومة الدمار واستعادة الحياة، تمامًا كما تفعل مدينة بيروت نفسها.