أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/سبتمبر المقبل.
عشية انعقاد مؤتمر " التحالف الدولي لحل الدولتين" يومي 28 و 29. يوليو الحالي في نيويورك، تخلت باريس عن ترددها وأقدمت على هذه الخطوة الرمزية على أمل تحقيق اختراق ما.
تعتبر باريس أنه في ظل المأزق القائم ليس هناك من بديل عن " بناء دولة فلسطين، وضمان استمراريتها، وضمان قبولها بنزع سلاحها".
وأتى قرار الرئيس إيمانويل ماكرون في ظل الجمود الدبلوماسي والكارثة الإنسانية في غزة. اتخذت باريس موقفها بعد مراسلات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي أدان هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقدم التزامات بتجديدً السلطة الفلسطينية وإصلاحها ونزع سلاح حركة حماس.
وقد أدى فشل مفاوضات السلام مع حماس، في أعقاب المحاولات الفاشلة التي بذلها المبعوث الخاص للولايات المتحدة ستيف ويتكوف، الذي عاد خالي الوفاض من الدوحة أخيراً ، إلى زيادة تصميم باريس على متابعة مسار دبلوماسي آخر.
يضاف إلى ذلك تصعيد السلطات الإسرائيلية، علماً أن الكنيست (البرلمان الإسرائيلي)، اعتمد هذا الأسبوع قراراً غير ملزم يحثّ الحكومة على فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية، وهو ضمّ فعلي للمنطقة على غرار ما حصل مع الجولان.
في ردة فعلها، تبدو إسرائيل غاضبة للغاية، اذ احتج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قائلاً إن هذا القرار "يكافئ الإرهاب" ويشكل تهديدًا وجوديًا. وأضاف: "لنكن واضحين: الفلسطينيون لا يسعون إلى إقامة دولة إلى جانب إسرائيل، بل يسعون إلى إقامة دولة مكانها".
أما وزير الخارجية الإسرائيلي فقد أتهم ماكرون بشن حمله صليبيه على الدوله اليهودية.
في المقابل، اعتبر نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، أن هذه المبادرة "تعكس التزام فرنسا بالقانون الدولي ودعمها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة". من جانبها، وصفت حماس هذه المبادرة بأنها "خطوة إيجابية".
أقدم ماكرون بالرغم من الانعكاسات التي قد يحدثها هذا القرار على الرأي العام الفرنسي الممزق بسبب الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني . وهذا القرار استنكره اليمين المتطرف الفرنسي وأشاد به اليسار المتطرف.
باتخاذه هذه الخطوة الحاسمة يعتقد إيمانويل ماكرون أنه لا يزال لديه فرصة لبناء زخم غربي ودولي يخدم هذا التوجه . صحيح أن إسبانيا اعترفت بفلسطين قبل عام دون إحراز أي تقدم حقيقي، لكن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن الدولي،ولهذا تراهن باريس على إن هذا الاعتراف قد "يقلب الأمور" على مدى متوسط.