المواجهة في الجنوب السوري أسفرت عن معطيات عدة، قد يكون أسوأها أن العلاقة بين الحكم الجديد في دمشق والدروز في السويداء لم تعد قابلة للترميم، حتى مع وجود فصائل مسلحة درزية مؤيدة للاندماج في الدولة السورية، إذ أن النتيجة التي انتهت إليها المواجهة رجحت الأمر الواقع الذي انشأته إسرائيل، وهو ما حدده رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بخطين أحمرين.
الأول إبقاء منطقة جنوب دمشق منزوعة السلاح، وبالتالي محرمة على القوات الحكومية، والثاني حماية الدروز في السويداء ومنع استهدافهم.
وقال نتنياهو إن وقف إطلاق النار الذي أعلن مساء الأربعاء في السويداء انتزع بالقوة، وليس من خلال المطالب والاسترحام. فبسبب نشاطنا المكثف انسحبت القوات السورية إلى دمشق.
كما شدد على أن إسرائيل وضعت سياسة واضحة لنزع السلاح من جنوب دمشق ومرتفعات الجولان إلى منطقة جبل الدروز.
وكانت اتصالات قادتها واشنطن مع أنقرة والرياض أفضت إلى وقف إطلاق النار للحؤول دون هجوم بري كانت تعد له إسرائيل.
ومع أن مسؤولا أمريكيا قال إن لا تغيير في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، إلا أن عواصم المنطقة مقتنعة بأن واشنطن لم ترفض الأهداف الإسرائيلية بل دعمتها، لكنها تدعو جميع الأطراف إلى الانخراط في حوار من أجل وقف دائم لإطلاق النار.
وفيما أشاد الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع بالوساطة الأمريكية العربية التركية لأنها أنقذت المنطقة من مصير مجهول، إلا أنه اتهم إسرائيل امس بمحاولة تقسيم سوريا وبأنها دأبت على استهداف استقرارنا وخلق الفتنة بيننا منذ سقوط النظام السابق.
وفي محاولة لتبرير انسحاب القوات الحكومية من السويداء، قال الشرع فضلنا مصلحة السوريين على الفوضى والدمار.
وأكد أن حماية المواطنين الدروز وحقوقهم من أولويات حكمه. لكن هذا الانسحاب شكل تكريسا للوضع الذي فرضه الإسرائيليون، ولا شك أنه سينعكس على العلاقة بين دمشق والأكراد والعلويين، واستطرادا على مساعي الحكم لإعادة توحيد سوريا والسوريين.