يعود وزير الخارجية الأميركي إلى المنطقة في محاولة جديدة لاستئناف التفاوض على وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى في غزة، ما يمكن أن يمهد أيضا لوقف إطلاق النار في لبنان، وإن لم يكن ذلك مؤكدا.
وكانت واشنطن والعواصم الأوروبية المعنية بالصراع الحالي، دعت إلى اتخاذ قتل إسرائيل زعيم حماس يحيى السنوار فرصة لإنهاء الحرب، إلا أن تعقيدات كثيرة تعترض هذه الفرصة وقد تبددها.
وأولها أن الأطراف الثلاثة، إسرائيل وحماس وحزب الله، اعتبرت مقتل السنوار دافعا لمواصلة القتال لأسباب متفاوتة، إذ يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى استثمار هذا الحدث وتجديد الجهود لوقف إطلاق النار، للتأثير في الانتخابات الرئاسية الأميركية، وكذلك للبدء بالخطط الإسرائيلية لإبقاء السيطرة على قطاع غزة، كما يجري الان بإخلاء شمال القطاع من السكان، بهدف فرض الأمر الواقع على الإدارة الأميركية أيا يكن المرشح المنتخب.
وكان لافتا إعلان مكتب بنيامين نتانياهو قوله للمرشح الجمهوري دونالد ترامب في مكالمة هاتفية، أن إسرائيل تأخذ في الاعتبار المسائل التي تثيرها الإدارة الأميركية، لكنها تتخذ قراراتها في نهاية المطاف بناء على مصالحها الوطنية.
وفيما يتوقع أن تنفذ إسرائيل هجومها على إيران خلال الأيام المقبلة، وتفترض أن إيران سترد عليها، فإن الاهتمام بغزة ولبنان سيتراجع تلقائيا لاحتواء أي مخاطر إقليمية قد تنجم عن هذه المواجهة، إذ أن إيران ستضاعف عندئذ اعتمادها على الميليشيات التابعة لها في الشرق الأوسط، وبالتالي فإنها لن تسهل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بالشروط الإسرائيلية لا في غزة ولا في لبنان.
عدا ذلك، ورغم أن حماس أعادت تشديد شروطها لوقف النار والإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، إلا أن استئناف التفاوض معها لن يكون ممكنا ما لم تحسم الحركة قريبا التباينات الداخلية بين جناحيها السياسي والعسكري لتعلن عن قيادتها الجديدة.
أما بالنسبة إلى حزب الله، فإنه لم يتمكن بعد من تسمية زعيمه الجديد، كما أنه سيواجه صعوبات في قبول شروط وقف إطلاق النار وفقا للقرارات الدولية التي تتعهد الحكومة اللبنانية بتطبيقها.