قراءة لسفر القضاة ✝️ – الإصحاح العاشر | عدد الآيات: 18 آية
بعد نهاية حكم أبيمالك المليء بالعنف والدم، أقام الله قضاة جدداً لقيادة شعبه. جاء تُولَع من سبط يسّاكر، فقضى لإسرائيل 23 سنة بسلام، ثم يائير الجلعادي، وكان له 30 ابنًا، لكل منهم مدينة وفرس، وقد استمرت قيادته 22 سنة. رغم هذا الاستقرار النسبي، عاد بنو إسرائيل إلى خطاياهم القديمة: عبادة الآلهة الوثنية، وترك إلههم الحقيقي.
فغضب الرب عليهم، وسلّمهم لأعدائهم من الفلسطينيين وبني عمون، الذين أذلوهم 18 سنة، بل وهاجموا سبط يهوذا وبنيامين وأفرايم، مما أدخل كل إسرائيل في ضيق شديد. عندها صرخوا إلى الرب، معترفين بخطيتهم، لكنه ذكّرهم بكل مرّة خلّصهم فيها، وقال لهم بمرارة: "اذهبوا واصرخوا إلى الآلهة التي اخترتموها". لكنها لم تكن قساوة، بل دعوة للتوبة الحقيقية.
فما كان من الشعب إلا أن أزالوا الآلهة الغريبة من وسطهم، وعبدوا الرب بإخلاص، وكتب النص أن "نفس الرب ضاقت بسبب مشقة إسرائيل" – تعبير مؤثر عن قلب الله الرؤوف رغم عدل غضبه.
في النهاية، بدأ الشعب يستعد للحرب مع بني عمون، وظهرت الحاجة إلى قائد شجاع، فكان السؤال المطروح: "من يبتدئ بمحاربة بني عمون؟ فليكن هو رأس جميع سكان جلعاد".
العِبرة: محبة الله لا تُلغِي عدله، لكنه لا يرفض توبة صادقة. حتى عندما يُؤدب، قلبه يئن لمشقة شعبه. والرجوع إليه دائمًا هو بداية الخلاص الحقيقي.
تابع إذاعة صوت الحياة والامل على:إنستغرام، يوتيوب، فيسبوك، وتك توك.