برنامج الصحة المستدامة يستضيف د. نور بنت بدر البوسعيدي الاختصاصية في امراض الغدد والسكري رئيسة الجمعية العمانية لمرض السكري ومديرة المركز الوطني لمرض السكري والغدد الصماء في المستشفى السلطاني في مسقط، لفتح ملف مرض السكري والطرق المثلى لتفادي الإصابة به.
دراسة طبية حديثة تكشف عن مركب مضاد للسكري موجود في البروكولي
أشارت دراسة حديثة أجرتها جامعة جوتنبرج الى أن المركب الكيميائي الموجود في براعم البروكلي الذي يعرف بالسلفورافين قد يساعد على تحسين مستويات السكر في الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من مرحلة ما قبل السكري.
وكانت نتائج دراسة سابقة اجريت في نفس الجامعة في عام 2017، قد حددت السلفورافين كمركب مضاد للسكري، حيث أظهرت أن تناول جرعات كبيرة من السلفورافين المستخرج من براعم البروكلي أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات السكر لدى مرضى السكري.
وتجدر الاشارة الى ان الدراسة الجديدة، التي نُشرت في مجلة "نيتشر ميكروبيولوجي" ركزت بشكل خاص على مرحلة ما قبل السكري، وهي حالة تتميز بارتفاع تدريجي في مستويات السكر نتيجة ضعف إنتاج الأنسولين.
وشملت الدراسة 89 شخصا يعانون من ارتفاع في مستويات السكر أثناء الصيام، وهو مؤشر على مرحلة ما قبل السكري. وتراوحت اعمار المشاركين في الدراسة بين 35 و75 عاما، وكانوا يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، وتم تقسيم المشاركين بشكل عشوائي إلى مجموعتين، الاولى تناولت السلفورافين والثانية تناولت دواء وهمي لمدة 12 أسبوعا.
وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تناولت مركب السلفورافين شهدت انخفاضا أكبر في مستويات السكر في الدم أثناء الصيام مقارنة بالمجموعة التي تناولت الدواء الوهمي، وكان الفرق بين المجموعتين كبيرا.
كما أظهرت الدراسة أن المجموعة التي حققت التحسن الأكبر كانت تعاني من علامات مبكرة لمرض السكري الخفيف المرتبط بالعمر، وكان لديهم مؤشر كتلة جسم أقل، ومقاومة أقل للأنسولين، وانخفاض في نسبة الإصابة بأمراض الكبد الدهنية، وإفراز أقل للأنسولين.
بالإضافة الى هذه النتائج المشجعة، تم اكتشاف بكتيريا معوية قادرة على التفاعل مع السلفورافين ادى بعض المشاركين ما عزز من فعالية المركب. وأوضحت الدراسة أن الأشخاص الذين كان لديهم هذا النوع من البكتيريا حققوا انخفاضا أكبر في مستويات السكر في الدم.
وأخيرا اشار الباحثون الى ان نتائج هذه الدراسة تفتح الطريق لعلاج جديد باستخدام السلفورافين المستخرج من البروكلي كغذاء وظيفي، رغم التأكيد على أن تغيير نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة، وتناول الغذاء الصحي، وفقدان الوزن، يظل أهم علاج.