يدور كتاب "لعبة الخيول الخشبية" للكاتب أحمد الزناتي، وهي رواية، حول رحلة كاتب يُدعى يونس. يُكلّف يونس من قبل رئيس التحرير الغامض، عادل عجمي، بمهمة إكمال مسودة رواية غير مكتملة، كتبها مؤلف يُعرف بـ"أبو لوزة" أو "وجيه". يكتشف يونس أن هذه المسودة ليست مجرد قصة، بل هي تجسيد لمجموعة من "شذرات" وذكريات ومفاهيم عميقة حول الحياة. تتناول الرواية غير المكتملة لغز صندوق خشبي يحتوي على "خرز"، وتدور حول حادثة سرقة تورط فيها أخوين هما عمر ويحيى. يتضح أن هذا الصندوق مسروق من "المولد" أو مهرجان شعبي. يتعمق يونس في تفاصيل حياة عمر ويحيى، محاولًا فهم دوافع السرقة ومصير عمر المأساوي. تتداخل ذكريات يونس الشخصية مع أحداث الرواية. يتذكر يونس نفسه كيف وجد هو وأخوه صندوقًا مشابهًا مليئًا "بالكريات الزجاجية" في طفولته على الشاطئ. تصف والدته في أحد المواضع أنهم وجدوا "كريّة ذات وجهين"، وهو ما يتطابق مع وصف الخرز في الرواية المكتملة بأنه "خرز عجيب... خرزة ذات وجهين". هذه الخرزات ليست مجرد أشياء مادية، بل هي رموز لمفاهيم متناقضة في الحياة مثل "الملكة" و"الخصومة" و"السعادة". يونس، بمساعدة صديقته سارة ومناقشاته الفلسفية مع الحلاق "أبو زهرة"، يبدأ في فهم المعنى العميق للرواية ولمفهوم "لعبة الخيول الخشبية". اللعبة ترمز إلى دورة الحياة المتكررة والدائرية، حيث يدور الأفراد في حلقة لا نهاية لها. يدرك يونس أن هذه اللعبة، أو الحياة نفسها، لها "قانون"، وأن الفهم يكمن في إكمال الرواية، أي في مواجهة الحقيقة بكل تعقيداتها. يعتبر يونس أن الكتابة هي وسيلة لفتح الجروح، والكشف عن الأسرار، ولإضفاء معنى على الحياة. من خلال كتابة الرواية، لا يكتشف الكاتب ذاته فحسب، بل يعيد تشكيلها ويسعى لإزالة سوء الفهم بين النطق والصمت. في النهاية، يقوم يونس بجمع الخرزات من الصندوق ويدفنها، رمزًا لدفن الماضي وتقبّله. الرواية لا تقدم مجرد حكاية، بل هي دعوة للتأمل في أن الحياة نفسها هي "لعبة خيول خشبية" تتطلب فهمًا عميقًا ودائمًا. يرى يونس أن إكمال القصة هو إكمال للحياة، وأن الكتابة هي الوسيلة لإخراج الأفكار، والذكريات، والأحداث من الظلام إلى النور، مما يسمح للفرد بفهم ذاته وواقعه. يدرك يونس في النهاية أن "الحرية" هي أن تكتشف الحقيقة، وأن الشجاعة تكمن في مواجهة الذات والواقع.