حكاية رحلة الروح في الصمت والظلام في عالمٍ من الصمت الدامس والظلام المخيم، وُجدتُ داخل قوقعة. كنتُ هي، أو كانت هي أنا. عالمي كله انحصر في هذه المساحة، التي كانت في آن واحد سجني وملاذي. كان الجسد والنفس في صراعٍ دائم. كان القلب والعقل كانا يبحثان عن الحقيقة والواقع، وكلما تزايد هذا الصراع، تزايد معه العذاب. كان هناك طريق واحد، طريق البحث عن النور. كنتُ أسمع أصواتًا، تارةً خافتة وتارةً واضحة، وكأنها همسات من الخارج. هذه الأصوات كانت تدفعني للتساؤل عن ماهية هذا الوجود والوصول إلى ما وراء هذه الجدران. كلما حاولتُ اختراق الصمت، كان الظلام يزداد كثافة، وكنتُ أواجه عذابًا من نوعٍ آخر. لكن في كل مرة، كان القلب يصرخ بحثًا عن بصيص من النور، والعقل يحاول فهم الحقيقة المجردة. كانت القوقعة في النهاية، ليست مجرد قيد، بل هي مساحة للبحث والتأمل. لم تكن القصة تنتهي بخروجي من القوقعة، بل باستمراري في هذه الرحلة الأبدية؛ رحلة البحث عن الحقيقة والتحرر من عذابات الجسد والنفس. كان كل يوم يمر داخل القوقعة يزيدني إيمانًا بأن النور موجود، وأن الحقيقة تنتظر من يصر على البحث عنها، حتى لو كان ذلك يعني البقاء في صمت القوقعة الأبدي.