كان آدم، كاتبًا شابًا، يعيش حياة مملة ومليئة باليأس في مدينته البسيطة، يتوق إلى الإلهام ليُنهي روايته التي يراها مجرد محاولات لإحياء ذاته الروائية. كان يصف حياته بأنها رتيبة وخالية من أي تميز. أهدى روايته في البداية "إلى كل روائي ظل على هذه الأرض، وإلى ذات الرواية نفسها. إلى كل من أحب... وإلى الذي يحيا الجميع!". تتغير حياته فجأة عندما يبدأ في رؤية ظواهر غريبة وأشخاص يرتدون أقنعة بيضاء. يواجه ذئبًا غامضًا ويتورط في أحداث عنيفة وغير مفهومة. هذه اللقاءات تتكرر، ويشعر آدم بالاستهداف والملاحقة. في غمرة هذه الأحداث، يلتقي بامرأة يطلق عليها "الراهبة" أو ماريا. ينجذب آدم إلى ماريا ويجد فيها إلهامًا غير متوقع، ويخبرها بكل ما حدث له من لقاءات غريبة مع أصحاب الأقنعة البيضاء والذئاب. تتحدث ماريا عن حياتها كطالبة جامعية تدرس تخصصًا اجتماعيًا يتعلق بحياة المدمنين، وكيف أن زيارته لمسكن المدمنين ولفتت انتباهها. تتصاعد الأحداث عندما يتلقى آدم دعوة إلى حفل غنائي غامض تنظمه فتاة تدعى كاثرين. يكتشف آدم أن هذا الحفل ليس مجرد احتفال عادي، بل هو "حفلة ماجيا"، أو "القداس الأسود"، وهو تجمع سري وغامض يضم أفرادًا يمارسون طقوسًا غريبة وعبادة خاصة، هدفها تمجيد العدمية. هنا تأتي الصدمة الكبرى: يتبين أن ماريا هي في الحقيقة كاثرين، وأنها وأفراد مجموعتها كانوا يدبرون كل ما حدث لآدم. يكشفون له أنهم اختاروه بسبب قدرته الفريدة على رؤية "روح الرواية" في الأحداث المحيطة به. كان هدفهم أن يكتب روايتهم، التي يعتبرونها "الحقيقة الوحيدة"، لتمجيد العدمية وإلهام الآخرين. لقد كانوا يزرعون أحداثًا غريبة في طريقه لدفعه نحو هذا المصير. في خضم هذه الكشوفات المروعة، يتدخل صديقه آرثر، الذي يواجه أحد أصحاب الأقنعة البيضاء ويصاب. هذه الحادثة تؤثر في آدم بعمق، وتجعله يرفض أن يكون مجرد أداة لتمجيد شرورهم. يواجه آدم كاثرين ويرفض خطتهم. يقرر أن يكتب روايتهم بالفعل، ولكن بشروطه الخاصة. لن تكون هذه الرواية تمجيدًا للعدمية أو احتفالًا بها، بل ستكون وثيقة تفضحهم وتكشف حقيقتهم. يصر على أن يجعلها "أسوأ رواية في التاريخ" في عيونهم، رواية "تعكس ما هو خارج عن المألوف". يعيد آدم تقييم الإلهام الحقيقي، مدركًا أنه لا يأتي بالإكراه بل من الروح النقية. يغير آدم إهداء روايته ليعكس تمرده وقراره الجديد، ويهديها إلى "صقر فنان وحيد، في شبكة العنكبوت سيصنع تحفة متمردة. هل سيطردهم العنكبوت أم يأكلهم العمل الفني؟". وهكذا، يتحول آدم من كاتب يائس يبحث عن الإلهام في الظواهر الغريبة إلى كاتب متمرد يسعى إلى كشف الحقيقة ومحاربة العدمية من خلال فنه، مهما كلفه ذلك. يدرك أن "أصحاب الأقنعة البيضاء" هم "آباء العدمية"، وأن حياته، على بساطتها، كانت دائمًا مليئة بالسلام. ينتهي الأمر بآدم وهو يكتب روايته، وقد تحولت رحلته من البحث عن الإلهام إلى مواجهة الوجود نفسه وإعادة تعريف معنى الفن والحياة.