تدور أحداث القصة حول مفتش كتب، رجل يعيش حياة غامضة ومليئة بالنسيان. لياليه كانت صعبة، وذاكرته يغطيها ضباب كثيف. كان يحمل في وجهه علامات المدمنين: هالات سوداء حول العينين، شحوب، وهزال. يتذكر طرد زوجته له بسبب كتاب، ووجها المحمر من الغيظ. كانت فلسفة عمله في هيئة الرقابة تقوم على أن اللغة سطح يجب أن يبقى كذلك، وأن وظيفته هي الحد من خيال البشر. بدأت حياته تأخذ منعطفًا غريبًا عندما التقى سكرتيرًا عجوزًا في الهيئة. هذا السكرتير، الذي كان يغذّي الأرانب ويدَّعي أن الأرانب تتجول في الممرات، حذره من "التأويل"، معتبرًا إياه جريمة تؤدي إلى الضياع. كان هذا السكرتير مفتش كتب سابقًا، طُرد بسبب حبه للكتب. أخبر المفتش الجديد أن التأويل من اختصاص السلطة، وليس الرقباء. في الوقت نفسه، بدأت ابنته الصغيرة تظهر عليها أعراض غريبة: تتحدث مع حيوانات محشوة وتتخيل "غبار الجن". كانت تخشى صور الرئيس. السلطة اعتبرت الخيال مرضًا يجب التخلص منه، وتهدف مدارسهم إلى "قتل الخيال". المفتش حاول أن يعالج ابنته بالواقعية، لكن حالتها تدهورت. بدأ المفتش الجديد يشعر بالريبة والشك تجاه فلسفة الهيئة. أدرك أن اللغة ليست مجرد سطح، بل هي "إسفنجة"، وأن الكتب مليئة بالمعاني الخفية. بدأ يقرأ الكتب المحرمة سرًا، مثل "زوربا". كلما قرأ كتابًا، زادت حالته سوءًا في نظر الهيئة. تفاقمت مأساة ابنته. نقلت إلى مركز إعادة التأهيل الذي بدا مختلفًا تمامًا عن إعلاناته الوردية. هناك، قامت بضرب رأسها بصورة الرئيس حتى الموت، وكأنها عصفور يحاول التخلص من قفصه. كانت تبتسم وهي تموت. بعد وفاة ابنته، انهار المفتش. قرر أن يواجه الحقيقة. ذهب إلى السكرتير العجوز، الذي كشف له عن وجود "المتاهة"، وهي مكتبة سرية ضخمة تحت الأرض تحتوي على ملايين الكتب المحرمة التي أنقذها من الحرق. يدرك المفتش أن الكتب التي تحظرها الهيئة هي التي تكشف الحقائق. في المتاهة، يتلقى المفتش صدمة أخرى. يكتشف أن رئيس القسم نفسه متورط في تهريب الكتب المحرمة. والأكثر إدهاشًا، أن السكرتير العجوز يكشف له أن العالم نفسه هو كتاب ضخم، وأنه هو نفسه شخصية روائية. كل ما حدث في حياته، وكل ما فكر فيه، كان مكتوبًا بالفعل. يعود المفتش ليجد الهيئة قد ألقت القبض على السكرتير بتهمة تهريب الكتب، وأنه هو نفسه أصبح بطلاً قوميًا. لكن هذا الانتصار لا يجلب له السلام. في يوم "عيد التطهير"، وهو اليوم الذي تحرق فيه الكتب المحرمة علنًا، يجد المفتش نفسه داخل المتاهة مرة أخرى، بينما يتم حرق الكتب الحقيقية. يدرك أنه مجرد شخصية في قصة، لا يملك السيطرة على مصيره. يصبح حارسًا للمتاهة، عالقًا بين الواقع والخيال. في النهاية، يدرك المفتش أن كل شيء في هذا العالم هو استعارة، وأن حياته نفسها هي استعارة تتأرجح بين السطح والعمق، بين الواقع والخيال، وبين أن يكون مجرد حارس للسطح أو غارقًا في متاهات المعنى.