تبدأ القصة مع شاب تونسي طموح ومثقف، يدرس الطب في باريس، متأثراً بعمه خال عمار، الشخصية المحورية والفقيه السياسي الذي كان له تأثير كبير على فكره وتكوينه. يجد البطل نفسه غارقاً في الأفكار الفلسفية والوجودية، وتأخذه هذه الرحلة الفكرية إلى مرحلة من الشك والإلحاد، متسائلاً عن المعنى الحقيقي للإيمان والحياة. خلال هذه الفترة، يعيش صراعاً داخلياً عميقاً ويعبر عن آلامه وشكوكه من خلال رسائل متبادلة، لعل أهمها مع سارة، الفتاة التي تشاركته مقاعد الدراسة وكانت شاهدة على تحولاته. مع مرور الوقت، تقوده قناعاته المتأثرة بعمه إلى الانخراط في العمل السياسي والإسلامي، مما يضع حياته على مسار جديد ويصطدم بالسلطة. ينتهي به المطاف في السجن بتونس، حيث يواجه قسوة التجربة وتحدياتها التي تزيد من شكوكه وتساؤلاته الداخلية. في السجن، يلتقي بشخصيات أخرى تعمق من تجربته، مثل الشيخ يحيى، الذي يصبح مرشداً له. بعد إطلاق سراحه (أو ربما أثناء محاولة هروب جريئة)، تبدأ رحلة هروب محفوفة بالمخاطر عبر الجزائر إلى فلسطين. هذه الرحلة الشاقة، التي تتم بإرشاد الشيخ يحيى، تفرض عليه هوية جديدة وتُشكل اختباراً لإيمانه وصبره. يصل إلى فلسطين، حيث يعمل طبيباً في مخيم للاجئين، ويشاهد معاناة الشعب الفلسطيني عن كثب. هناك، يلتقي بصديقه القديم أيوب وزوجته البريطانية راشيل، اللذين يكرسان حياتهما للعمل الإنساني. هذه التجارب تعمق فهمه للحياة والإيمان والصراع. في ذروة القصة، تحدث حادثة مأساوية تهز كيانه: ريم، الفتاة الصغيرة التي كان يرعاها، تُصاب في حادث وتتوفى. هذا الحدث يلقي به في دوامة من الألم والذنب والنكران، ويدفعه إلى إعادة تقييم كل ما آمن به. يشعر أن هذه التجربة قاسية جداً وأنها قد دمرت ما بناه داخله. تنتهي القصة بمرحلة "البحث"، حيث يقرر البطل التخلي عن الغرور الفكري والبحث عن الحقيقة من منظور أعمق وأكثر إنسانية. يحضر مؤتمرات فلسفية ودينية، ويستمع إلى كبار العلماء والمفكرين، ويواصل صراعه الفكري، ليس من أجل الجدل، بل من أجل الوصول إلى قناعة راسخة وإيمان لا يتزعزع. في النهاية، يدرك أن الإيمان الحقيقي ليس مجرد معرفة أو نظريات، بل هو رحلة مستمرة من الشك إلى اليقين، وأن التعمق في الفلسفة يؤدي إلى الإيمان. يجد السلام الداخلي والطمأنينة بعد رحلة طويلة من المعاناة، مؤكداً على أن الإيمان لا يضيع بسهولة، وأن الصبر والتحدي هما جزء أساسي من رحلة الإنسان الروحية.