تستضيف ميشا خليل المخرج الوثائقي سليم صعب، بمناسبة عرض فيلمه الجديد "تحية لوليد شميط: حياة في قلب السينما"، وهو عمل شخصي بامتياز يستعيد فيه الابن سيرة والده، المنتج والموزّع السينمائي اللبناني الراحل وليد شميط، أحد أبرز الفاعلين في تاريخ السينما العربية المعاصرة.
ينطلق الفيلم من تجربة ذاتية وعاطفية، لكنّه يتحوّل إلى شهادة حيّة على مسار سينمائي حافل بالتحولات، رافق خلالها وليد شميط أعمالًا عربية مفصلية، منها أفلام ليوسف شاهين، رندة الشهال، يسري نصر الله، مي المصري، جوسلين صعب وغيرهم. من خلف الكواليس، ومن خلال عمله كمنتج وموزّع ومستشار، لعب شميط دورًا حاسمًا في إيصال هذه الأفلام إلى المهرجانات والجمهور، ورافق بذكاء وإيمان مسيرة سينمائيين كثيرين في بداياتهم.
بين بيروت وباريس، تتنقّل الكاميرا في الفيلم بين أمكنة الذاكرة، مستعيدةً أرشيفًا غنيًا ومداخلات حميمية من عائلة شميط ورفاق دربه. ومع سليم صعب، نتوقّف عند تفاصيل صناعة الفيلم، وخصوصية علاقته بالشخصية المحورية فيه، كما نتأمّل ما يقوله العمل عن الحب، والسينما، ولبنان، والأبوة.
فيلم هو فعل وفاء، لكنه أيضًا تأريخ لفترة مفصلية من السينما اللبنانية والعربية، كما عايشها وليد شميط... رجل خلف الضوء، ظلّ يؤمن دومًا بقوة الصورة وصدق الحكاية.