تبدأ القصة بفكرة عميقة تراود أحد الأشخاص، وهي مفهوم "الخلوة". لم تكن هذه الخلوة مجرد هروب عابر، بل كانت فترة زمنية يقطع فيها الإنسان نفسه تمامًا عن صخب حياته اليومية. بالنسبة له، لم تكن هذه "قاعدة ملزمة" بل كانت قناعته الشخصية ورأيه الخاص في كيفية تحقيق ذلك. ليبدأ هذه التجربة، وضع البطل شرطين أساسيين. الشرط الأول هو اختيار مكان بعيد كل البعد عن حياته المعتادة، بعيداً عن بيته وعمله وأصدقائه. وقد اختار هذا البطل بنفسه جزيرة صغيرة نائية في المحيط الهادئ، تتميز بجمالها وتقع مباشرة على البحر. هذه الجزيرة كانت نائية بالفعل، فلا توجد بها إلا بيوت قليلة، ولا أسواق. يظهر جمال هذا المكان في صور البيت المطل على البحر مباشرة، والقارب الصغير على الشاطئ. أما الشرط الثاني لهذه الخلوة، فكان يتعلق بالابتعاد التام عن وسائل التواصل الحديثة مثل الجوالات والإنترنت والكمبيوتر. وفي حالته، كان هذا الشرط حازمًا، حيث كان الاتصال بالهاتف مخصصًا فقط للمقربين جدًا في حالة الطوارئ، "لا سمح الله". لتطبيق ذلك عمليًا، قام البطل باستخراج شريحة هاتف جديدة، وأعطى رقمها فقط لزوجته ومدير شركته. واكتفى بجهاز جوال بسيط للغاية، تاركًا هاتفه "الآيفون" في المنزل، مؤكدًا أنه لا ينبغي الاتصال به إلا في "حالة الضرورة القصوى". مع وصوله إلى هذه الجزيرة الهادئة، بدأ البطل مشروعه الصغير. الصور تظهر "بدايات العمل على المشروع" و"الشغل على مشروع صغير". حتى أن المد والجزر كان له دور في تحديد معالم المكان، حيث اشتد الجزر في إحدى المرات لتظهر القوارب بدون ماء بعد خمس ساعات، مما يدل على تغير مستوى المياه عدة أذرع. وهكذا، في عزلته الهادئة، انغمس البطل في خلوته، متفرغًا لعمله ومشروعه بعيدًا عن أي مشتتات.