بعد وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، عاد التركيز مجددًا إلى قطاع غزة، حيث يتفاقم الوضع الإنساني وسط دمار واسع ونقص حاد في المساعدات. ورغم تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوقّعه اتفاقًا وشيكًا مع طهران، إلا أن المفاوضات ما تزال متوقفة، بينما تترقّب المنطقة تطورات جديدة في ظل الهدوء الحذر.
وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، أعاد الأنظار مجددا إلى الوضع في قطاع غزة وسط رغبة دولية في وقف الحرب وإنهاء أزمة الأسرى.
ووجد المراقبون بارقة أمل ولو عابرة في إعلان الرئيس دونالد ترامب أن الضربات الأمريكية للمواقع النووية الإيرانية قد تسهم بتحقيق تقدم في مسار الحرب في غزة، متوقعا اتفاقا وشيكا من دون إعطاء مزيد من الإيضاحات، علما بأن مفاوضات تبادل الأسرى لا تزال متوقفة.
وقال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن الدوحة تجري اتصالات بحثا عن فرصة خلال اليومين المقبلين لاستئناف المفاوضات. أما المصادر الإسرائيلية فترى أن الظروف لم تنضج بعد لتحريك طاقم التفاوض رغم تسجيل تغيير ملموس في المزاج الإسرائيلي العام، إذ أظهرت نتائج استطلاع نشرها موقع واللا العبري أن 67% من الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب على غزة.
وجددت عائلات الرهائن دعوتها إلى وقف القتال وإعادة المخطوفين، معتبرة أن الحرب استنفدت معناها. لكن أقطاب اليمين المتطرف في الحكومة يرون أن الوقت حان لتطبيق مخطط احتلال قطاع غزة وتهجير سكانه.
ولا شك أن مقتل أحد عشر جنديا وإصابة أربعة وعشرين آخرين في غزة خلال فترة الحرب على إيران، عززتا موقف الداعين إلى مواصلة الحرب.
في الأثناء، تستمر مأساة توزيع المساعدات بواسطة مؤسسة غزة الإنسانية، إذ يترافق يوميا بمقتل العديد من منتظري المساعدات.
وقد أحصت حكومة غزة مقتل 550 وإصابة أكثر من 4000 منهم منذ بدء العمل بهذه الآلية التي قررت واشنطن، يوم الثلاثاء، دعمها بثلاثين مليون دولار. وقال مدير وكالة الأونروا فيليب لازاريني إن هذه الآلية "بغيضة وتزهق الأرواح"، ووصف الوضع الحالي في غزة بأنه الذروة المقيتة لعشرين شهرا من التقاعس والإفلات من العقاب، لافتا إلى أن مليوني شخص يتعرضون للتجويع، فيما تقبع الإمدادات الغذائية والطبية على الحدود من الجانب المصري.
لكن يبدو أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لن يلغي التفاهم الأمريكي الإسرائيلي على منع وكالة الأونروا من استئناف عملها في قطاع غزة.