لم يكن الأمر مفاجأة، الفيتو الأمريكي أجهض مشروع قرار في مجلس الأمن بشأن وقف النار في غزة، وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المدمر والمحاصر والذي يعيش" إبادة جماعية" وفقا لمنظمات عدة، وفي مقدمتها العفو الدولية وهيومن رايتس ووش.
النقض الأمريكي للقرار الذي قدمته الجزائر وتبنته الدول العشر المنتخبة، أثار غضبا و استياءا في مجلس الأمن الذي يجد أعضاءه نفسهم أمام مسؤولية أخلاقية في خضم فظاعة ما يعيشه الغزيون، وما تصفه الأمم المتحدة مرات عدة بجرائم حرب و جرائم ضد الإنسانية.
هو نقض أمريكي كان على الأقل هذ المرة وحيدا على خلاف مرات سابقة، فمشروع القرار حصل على موافقة الأعضاء العشرة غير الدائمين، إلى جانب الأصوات الأربعة الدائمة الأخرى باستثناء الصوت الخامس لواشنطن.
ماذا بعد هذا الفيتو، وما هي المسارات الأخرى الموازية له؟ هل اليوم باتت العقوبات التي شهدناها ضد روسيا بسبب الحرب مع أوكرانيا هي البديل الوحيد في خضم إصرار الولايات المتحدة على مساندة حكومة بنيامين نتنياهو التي تتهم حتى من قبل دبلوماسييها وزرائها السابقين بالإصرار على الحرب لأسباب سياسية محضة وشخصية؟
للنقاش نستضيف:
الدكتور خطار أبو دياب المستشار السياسي لمونت كارلو الدولية.
الدكتور إياد نصر، أستاذ القانون الدولي والدبلوماسي، المدير الإقليمي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية سابقا.