مشهدٌ مهيب يعانق السماءَ روعةً، ويمسُّ الأرضَ خشوعًا، ها هم ملايين الحجاج قد اكتسوا لباس الإحرام كأنهم أرواحٌ طاهرةٌ تتلاقى في رحاب رحمة الله، يرفعون أكف الضراعة إلى رب الأرض والسماء! لا فرق بين غني وفقير، ولا بين أسود وأبيض.. الكل سواسية..القلوبُ خاشعةٌ، والعيونُ دامعةٌ، والنفوسُ منكسرةٌ الكل عباد لله..
يدنو رب العالمين من السماء الدنيا، دنوا يليق بذاته وبعظيم سلطانه، ليباهي بأهل الأرضِ أهل السماء فيقول: انظروا إلى عبادي، جاؤوني شعثاً غبراً ضاجِّين، جاؤوا من كل فج عميق، يرجون رحمتي، ولم يروا عقابي، فلم يُرَ يوماً أكثر عتقاً من النار، من يوم عرفة