في برنامج "حوار" تستضيف كابي لطيف النحّات والرسام والشاعر اللبناني رودي رحمة بمناسبة المعرض الذي يقيمه في العاصمة الفرنسية بدعوة من جمعية قدامى جامعة القديس يوسف "الجامعة اليسوعية" في فرنسا تحت عنوان" تفتّح الزمان" ويعرض فيه مجموعة من منحوتاته ولوحاته التشكيلية، وللحديث عن معرضه الباريسي وعن الفن وعن بلده الأم لبنان.
الفن كوسيلة للتحول والتعبير عن الألم
أكد رودي رحمة أن الفن يمتلك قدرة استثنائية على تحويل المعاناة إلى إبداع وجمال، حيث يتخذ الفنانون من الألم والصراخ مصدرًا للإلهام، مضيفا أن هذه القدرة على تجسيد المعاناة بطريقة فنية تعكس تحولًا عميقًا للألم إلى جمال ملموس وتجعل الأعمال الفنية تتسم بالحرارة والحيوية. وأوضح رودي رحمة أن اللوحات التي تحمل هذه المشاعر العميقة تعكس ما يعيشه اللبنانيون من آلام وصراعات، وتظهر كيفية تحويل الصراخ الناتج عن الحرب والألم إلى لغة فنية تعبر عن القوة الداخلية والإبداع. وأشار أن هذه الأعمال الفنية ليست مجرد تعبير عن الألم، بل هي بمثابة رسائل قوية تشد المتلقي وتدعوه للتأمل والتفكير في الدروس التي يمكن استخلاصها من تلك التجارب الإنسانية المؤلمة.
لبنان... صرخة إنسانية
أشار النحات والرسام والشاعر اللبناني رودي رحمةإلى أن لبنان، رغم صغر حجمه من الناحية الجغرافية، يظل دائمًا مصدر إلهام للعالم. وأوضح أن الجراح العميقة التي مرّ بها لبنان على مر السنين، سواء من خلال الحروب أو الأزمات الاقتصادية، لم تكن مجرد صراعات محلية بل صرخة إنسانية تنبع من أرض لبنان ليصل صداها إلى العالم. وأضاف أن اللبنانيين، رغم كل المعاناة، ظلوا يحملون رسائل أمل وصمود وأن لبنان يظل بلدًا كبيرًا في قلب كل من يعيش هذه التجارب، لأنه يمثل حالة استثنائية من القوة والقدرة على التكيف مع التحديات. وشرح الضيف كيف أن لبنان أصبح رمزًا لتحمل أوجاع البشرية ومقاومة القهر، وأن هذه المعاناة لا تخص اللبنانيين فقط، بل هي صرخة تتردد في أرجاء العالم، وتعكس أوجاع الإنسان في كل مكان.